Sirat Muluk Tabacina
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Genres
زفرت في أقصى حنقها وتمزقها: ذلك الخسيس أرعد.
رفعت ذراعيها عاليا صارخة في أقصى حالات غيظها: ذلك المتسلق، الطحلب.
تمالكت قمرية نفسها وهي تكبت آلامها مشيرة باستقبال الرسل، وتلقي جديد معلوماتهم، وكيف أن جيوش ملك الأحباش «سيف أرعد» لا تكتفي بمحاصرة مدينة «أحمرا» بل إن طلائعها وصلت أعالي النيل متوغلة في ربوع السودان وبلاد النوبة إلى أن شارفت مصر العليا.
وتزاحم الرسل حولها بالتقارير وجديد المعلومات عن توغلهم في المغرب الكبير ونزولهم «تلمسان»، بعدما أشاعوا فيما بينهم خبر موت الملك ذو اليزن.
صرخت من أعماقها: يا للغدر الدنيء، الملك التبع معافى وفي أحسن حال.
وفي الغد سيمتطي ظهر - الشهباء - ويغيبهم عن هذه الأرض.
كانت تعرف أنها إنما تكذب بادعائها هذا، فما كان منها إلا أن انسلت لا تلوي على شيء، وفي أعقابها الوزير يثرب، إلى أن وصلت جناحها نازعة عنها ملابسها، مرتدية عدة حرب ذي اليزن وهيئته بل ولحيته ودروعه متمثلة مشيته، منسلة من جديد إلى حيث مخدعه، فانتزعت سيفه المعلق، خارجة على الجموع المنذهلة التي جثت داعية للملك التبع.
ومن فورها أشارت بدق طبول الحرب «الرجروج» واستعد الجميع للخروج من خلفها، بعد أن سرى خبر شفاء التبع وحلول المعجزة واستعد الجيش للخروج من - خلفه - لملاقاة عدوان الأحباش وملكهم سيف أرعد الجبار المعتدي.
الفصل التاسع عشر
قمرية تأخذ مكان ذو اليزن
Page inconnue