ولما خرج من الري في الكرة الأولى وافى جيلان ونزل قرية من قرى جومة(1) يقال لها كايرون على شاطيء الوادي المدعو اسفندزوا، ونزل في مسجد بهرام بن تيجاسف؟؟؟ فلما حصل في ذلك المسجد سأله بعض الحاضرين، وقال: يقال إن السيد أبا الحسين في الطريق، فهل عندك خبره؟ فقال: نعم عندي خبره. فقال: فأين نزل؟ فقال: في مسجدكم هذا. فقيل: أنت السيد؟ فقال: نعم، أنا أبو الحسين الهاروني، فبرز بهرام من السجد ودعا بالطبال، وأمر بضرب الطبل، فبقي هناك أياما حتى اجتمع عليه نحو سبعين رجلا فوافقوا شيرأسفار أن ينهض السيد نحو برفجان بشرط أن لايتعرض له، فأجاب إلى ذلك، فخرج نحو هوسم وأميرها إذ ذاك شوزيل بن وشمكير الزياري، فلما وصل إلى القرية المدعوة سرمحان استقبله جند شوزيل للطليعة فجاوزهم ونزل قرية تدعا كذكاهان(2) في دار المسمى لموت كوربكنج فدخل عليه من الغد المسمى حوى الديلمي مع زهاء على سبعمائة رجل فقوي بهم وانتقل إلى كذه قرية معروفة بقرب هوسم ، وأقام بها حدود سبعة أيام، وكان لاينزلون على أحد إلا بإذنه وطيبة نفس منه، ولايتناولون من ثمر أحد إلا بإذن مالكه، وكان بعض أصحابه يتقدمون للطليعة ويعودون إليه، فلما كان يوم من الأيام لم يبرز للناس إلى وقت الظهيرة، وكان يكتب وصاياه في كتاب وصيته، ثم برز إلى الناس، وخرج نحو هوسم بعسكره، فما شعر شوزيل إلا بعد مجاوزته كشاكجات فاستقبله شوزيل بعساكره فأخذوا في الحرب وانفرجوا وقد غلبهم المؤيد بالله وقهرهم، فانهزم شوزيل إلى جيلان، واستولى المؤيد بالله على هوسم، وبقي بها سنة واحدة، ثم قصده شوزيل من جيلان وحاربه بباب هوسم وانحاز عسكر المؤيد بالله، وقتل منهم ثمانون مسلما لايرى التولي عن العدو مع عدة من الفساق، وأسر المؤيد بالله وحمله إلى قرية في داخل جيلان تدعى كحلوم، فبقي في حبسه أياما، والمسلمون يسألونه إطلاقه فيأبى ويقول: إنه قتل خازني وضاع بسبب تلفه خمسة وعشرون ألف درهم، حتى جاء المسمى دانكين التجني وضمن هذا المال فخلا سبيله وأفرج عنه، وأطلقه.
ورجع المؤيد بالله إلى برفجان وأقام بها وأدى ذانكين؟؟؟ من مال الضمان عشرين ألف درهم، وأدى المؤيد بالله ثلاثة آلاف درهم، وترك شوزيل ألفين، ثم عاد المؤيد بالله وأقام إلى وقت عود قابوس من خراسان فلما صح عنده رجوعه، وهنالك رجل يدعى هرونيال فقال: بعثني كبار الجيل والديلم كأبي حرب بن يزدقول وشيرأسفار اللبراي وأبي شجاع و..... الديلمي الزاهد، وقالوا: قل له إن وردت علينا بذلنا أموالنا ونفوسنا لأجلك.
Page 22