La vie abrégée de l'Imam Muyyed par Dieu

Ibn Husayn Jurjani d. 499 AH
16

La vie abrégée de l'Imam Muyyed par Dieu

مختصر من سيرة السيد الإمام المؤيد بالله

Genres

قال: وسمعت الأستاذ الزاهد أبا القاسم يقول: ورد على المؤيد بالله من جيلان رجلان موصوفان بالشجاعة، أحدهما فاسق، والآخر زاهد، فبعث إلى الفاسق نزلا حسنا وبعث إلى الزاهد شيئا تافها يسيرا، فرد الزاهد مابعث إليه، وقال: بعثت إلى فلان بكذا وإلي بهذا القدر. فقال: إنما بعثت إلى الفاسق أكثر لأنه جاء للدنيا ولها يعينني، وأنت جئت تطلب الآخرة. فرضي الزاهد بعطائه، وقنع به.

وقال ابن تال، وسمعته: لما أسر الأمير شوزيل المؤيد بالله اجتمع المسلمون عنده وسألوه أن يفرج عنه، فأخرج جوشنا، وقال لهم: أحصوا المواضع التي أصابها المزراق من هذا الجوشن، فأحصوا، فبلغ نيفا وثلاثين موضعا، فقال: من يثبت في المعركة هذا الثبات كيف يفرج عنه ويخلى سبيله.

وقال: وسمعت ابن تال يقول: سمعت شيرأسفار لوراذنج يقول: لولا وقوف المؤيد بالله يوم حرب آمل مع خمسين رجلا من الثابتين لم يخلص(1) منا إلا اليسير، ثم انصرف وقال: لولا أني أخاف أن لايقتلني ويعذبني بأنواع العذاب لما انصرفت من هذا المقام.

قال: ولما دخل كلار واستولى عليها أمر وزيره أن يحرز دخل الناحية، ففعل، فكان عشرين ألف درهم ومائة ألف دينار، فقال: كل هذا ظلم إلا مائة وخمسة وتسعين دينارا جزية لأهل الذمة، ورد الجزية إلى مائة وثمانين دينارا، وترك الجميع.

قال: وسمعت ثقة يحكي أنه لما انهزمت عساكر المؤيد بالله من شوزيل، وأصابته جراحات نزل من دابته في المعركة وجلس على الأرض فقصده رجل ليقتله، فقال له رجل آخر: هذا السيد أبو الحسين. فقال : اللعين، اقتله ولو كان نبيئا، فغضب المؤيد بالله عند ذلك، ووثب في وجهه وسبه، وقال: قد كفرت ياسيء الأدب، تب إلى الله سبحانه، فخلاه الرجل وهرب.

Page 15