La biographie de l'imam Ali

Ahmad Bakri d. 891 AH
65

وامر عليهم ناقد بن الملك فسار ناقد فلما وصل إلى الحصن وجد أهله قد تأهبوا وعزموا على القتال فرجع ناقد ومن معه فلما وصل إلى الامام سأله عن الحال فقال ناقد يا أمير المؤمنين ان القوم في تحصنوا في حصنهم وعزموا على الحرب وتأهبوا للقتال فانظر يا سيدي ما أنت له صانع فقال الامام إذا أراد الله سبحانه وتعالى بفتحه تهدمت أركانه قال ناقد يا أمير المؤمنين ان في الحصن رجلا شديد القوة كثير الأذى وأحذرك ان يأتيك من أذيته شئ فتبسم الامام وقال يا ناقد سر ثم سار ناقدا وأصحابه إلى أن وصلوا إلى الحصن فلما نظر الامام إلى مكنته وعلوه وارتفاعه قال اللهم سهل علينا فتحه ثم إن الامام فرق عسكره كتائب ليكون هذا أهب في قلوب المشركين لايهام كثرة جيوشه فلما أراد ذلك ارتجفت قلوب القوم الذين هم داخل الحصن وقالوا لبعضهم ما أكثر هؤلاء القوم فبينما هم كذلك إذ يشرف أمير المؤمنين بجميع أصحابه فكبروا ونزلوا ولم يتعرضوا للقوم فما استقر الامام في مكانه حتى أشرف عليهم من الحصن رجل كأنه قطعة من جبل لهوله وعظمه فلما نظر الامام استعظم خلقته وقال تبارك الخلاق العظيم ثم اقبل الامام إلى ناقد وقال له أتعرف هذا الرجل المهول فقال ناقد يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا صاحب الحصن وهو مصاهر لنا وهو زوج ابنة أبينا ومن خوف أبي منه دفع إليه ابنته بغير مهر معجل ولا مؤجل فبينما الامام يسمع كلام ناقد إذ سمع صراخ عدو الله من أعلى الحصن وهو كأنه الرعد القاصف والريح العاصف وهو يناديه يا معشر الجهال وعصابة الأرذال ارحلوا بأنفسكم غانمين وبأرواحكم سالمين فلما سمع الامام مقالته غضب غضبا شديدا فوثب من مكانه وأفرغ عليه لامة حربه وقبض على سيفه وجحفته وقدم الرعاة الذين هم معه وهم نحو مأتي رام فانفذ لكل جهة من جهات الحصن وأقرنهم بأمثالهم من الرجال الذين هم بالدورق لكل رجل رام رجل يلقي بدرقته عنه ومال الإمام بمن معه إلى ناحية الباب وقدم الرماة امامه وقدم أصحابه إلى القتال فتحاربوا بالأحجار فرمى المشركون بالصخور الكبار ورمي الرماة بالنبال

Page 65