La biographie de l'imam Ali

Ahmad Bakri d. 891 AH
40

جثته وإذا بضجة عظيمة فتأملهم وإذا هو بعد والله المنتقم راكبا على بعيره وحوله غلمانه وشجعانه وقد أحاطوا به من كل جانب فلما وصلوا إلى باب الحصن أناخوا البعير ثم حملوا عدو الله وأنزلوه فتقدم إلى باب الحصن يريد الدخول فوقف والتفت إلى أصحابه وقال لهم يا ويلكم الزموا باب حصنكم إلى أن تتكامل أصحابكم وادخلوا الحصن وأغلقوا بابه وتحصنوا ثم إن عدو الله تركهم على الباب ودخل الحصن ومعه رجل من جماهير قومه فرفع جنبل صوته يسمع الامام وقال يا مولاي يبلغك الاله مأمولك وأعطاك سؤالك لقد أبردت بعقلك قلبي وسررت خاطري فعند ذلك فهم الامام إشارة جنبل وكان للحصن بابان من داخل بعضهما فوقف الامام رضي عنه عند الباب الثاني من اطماره حتى بقي في سرواله واخذ سيفه وجحفته ثم اقبل على عدو الله المنتقم وحواليه السيوف مسلولة وهو في وسط القوم كعلو الفارس على الراجل فلما وصل إلى الامام وثب عليهم وصاح صيحته المعروفة الهاشمية وقال إلى أين يا لئام إلى أين المفر من ابن عم خير البشر فلما سمع القوم ذلك ولوا هاربين يمينا وشمالا وصار عدوا لله وحده واقفا باهتا لا يدري ما يصنع فنادى يا ابن أبي طالب أحسن إلي وأبقي بكرمك علي فقال الامام أتخدعني يا عدو الله والله ان لم تقر بالوحدانية ولمحمد ابن عمي بالرسالة إلا قتلتك أشر قتلة فقال له ابن أبي طالب بحق ابن عمك محمد الا أبقيت علي فعند ذلك اخذ الامام عمامته بعد أن ألقاه على الأرض وكبه على وجهه وأوثق كتافه وجمع يديه إلى رجليه وتركه لا يستطيع ان يتحرك وعمد إلى القوم فقال لهم قولوا نشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقالوا بأجمعهم نشهد ان لا إله إلا الله وان بن عمك محمدا رسول الله فقال لهم الامام رضي الله عنه ما يتحقق عندي اسلامكم فقالوا له يا ابن عم رسول الله هذا حقيقة إسلامنا قال نعم (قال الراوي) فعند ذلك جردوا سيوفهم وعمدوا مع الامام إلى الباب الذين هم داخله ففتحوه فوجدوا القوم قد دخلوا كلهم من الباب الأول واجتمعوا عند ذلك الباب الذي من داخله أمير المؤمنين فخرجوا لهم وحطموا السيف فيهم واقبل جنبل وقومه من

Page 40