La biographie de l'imam Ali

Ahmad Bakri d. 891 AH
105

وكان نيته ان يسير الامام تحت طاعته ثم قال يا مسطاح ولئن رغبت بن أبي طالب في جنتي حتى يدخل تحت طاعتي لأجعلنه الموكل بناري وجنتي واما أنت يا مسطاح فلك عندي ما تطاولت إليه يدك من الاحسان فعند ذلك عطف مسطاح جواده نحو الامام فناداه الملك قف مكانك يا مسطاح فامسك جواده ووقف مكانه فمر له الملك بخلع الديباج وتاج مرصع الدر وعقد به قبة ثم قال يا مسطاح كن في هذه القبة ليراك بعين المهابة والفخار ويشاهد عليك من هذه المملكة آثار ثم خلع من إصبعه خاتما من ياقوت وقال خذ هذا الخاتم قل له هذا خاتم الأمان من عند الملك وسيرى بين يديه العجائب عليها سروج الذهب الأحمر وقد نثر على رأسه علمين زاهرين والعبيد يقودوا النجائب وسار مسطاح إلى أن وصل إلى الامام فنظر الامام إليه والى زينته فظن أنه الملك الهضام فتأهب الامام فلما قرب منه الامام تقدم مسطاح وصاح به الامام قف مكانك واحبس زمامك وأظهر كلامك فاللسان ترجمان الانسان فمن أنت يا هذا وفيما أقبلت فناداه مسطاح يا مولاي انا راجل محبك ومن اجلك مجروح وانا بغير مطال وكثرة مقال اشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان محمدا رسول الله فناداه الامام سعدت يا هذا بالايمان فما الذي قدمت إليه فقال له مسطاح الأقرن يا مولاي ان لي امر اتيت إليك مساعدا ومسارعا انا صاحب حصن الفواكه وان معي رجالا في الحصن يسمعون قولي فان أحببت ان ارجع إليهم وادعوه للاسلام وما من الله على من الايمان وأكرههم في الكفر والفسوق والعصيان واتسبب ان اهذهم من ضلالة الكفر والطغيان واني يا مولاي آمن من الله تعالى ان يكون هلاك القوم وعد والله على يدي إن شاء الله تعالى فشكره الامام وجازاه خيرا وقال له يا مسطاح ارجع إلى أن يحكم الله بما يشاء ويختار فرجع إلى الملك الهضام وقد أشرق وجهه بنور الايمان فنظر إليه الملك فرأى نور الهداية يلوح من وجهه وعليه هيبة الاسلام فاستقبل الملك وقال مسطاح أرى وجهك منيرا فقال أيها الملك اني لما سرت وتوجهت إلى ناحية القوم ما زلت سائرا إلى أن اتيت رجل في الناس مثله لا يجوز عليه خديعة ولا يخفى عليه نكر واني ذكرت له مناقب الملك وكرمه ورغبته في جنتك وحذرته من نارك فلان واستكان

Page 105