Sirat Ibn Hisham, Ed. Taha Abdul Raouf Saad

Ibn Hicham d. 213 AH
105

Sirat Ibn Hisham, Ed. Taha Abdul Raouf Saad

سيرة ابن هشام ت طه عبد الرؤوف سعد

Chercheur

طه عبد الرءوف سعد

Maison d'édition

شركة الطباعة الفنية المتحدة

Genres

تَزَوُّجُ قُصيّ بْنِ كِلَابٍ حُبَّى بِنْتَ حُلَيْلٍ: أولاد قُصيّ وحُبَّى: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمَّ إنَّ قُصي بْنَ كلاب خَطب إلى حُليل بن حُبْشية بنته حُبَّى، فَرَغِبَ فِيهِ حُليل فَزَوَّجَهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ عبدَ الدَّارِ، وعبدَ مَنَافٍ، وَعَبْدَ العُزَّى، وَعَبْدًا. فَلَمَّا انْتَشَرَ وَلَدُ قُصيّ، وَكَثُرَ مالُه، وَعَظُمَ شرفه هلك حُلَيل. مساعدة رزاح لقصيّ في تولي أمر البيت: فَرَأَى قُصَيٌّ أَنَّهُ أوْلَى بِالْكَعْبَةِ وَبِأَمْرِ مَكَّةَ مِنْ خُزاعة وَبَنِيَّ بَكْرٍ، وَأَنَّ قُريشًا قُرْعةُ١ إسْمَاعِيلَ بْنِ إبْرَاهِيمَ وصريحُ وَلَدِهِ. فَكَلَّمَ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ، وَبَنِيَّ كِنَانَةَ، وَدَعَاهُمْ إلَى إخْرَاجِ خُزاعة وَبَنِيَّ بَكْرٍ مِنْ مَكَّةَ، فَأَجَابُوهُ. وَكَانَ رَبِيعَةُ بْنُ حَرَامٍ مِنْ عُذْرة بْنِ سَعْدِ بن زيد قد قدم مكة بعدما هُلْكِ كِلَابٍ، فَتَزَوَّجَ فَاطِمَةَ بِنْتَ سَعْدِ بْنِ سَيَل، وزُهْرة يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ، وقُصي فَطِيمٌ، فَاحْتَمَلَهَا إلَى بِلَادِهِ، فَحَمَلَتْ قُصيا مَعَهَا، وَأَقَامَ زُهرة، فَوَلَدَتْ لِرَبِيعَةَ رِزاحًا. فَلَمَّا بَلَغَ قُصي وَصَارَ رَجُلًا أَتَى مَكَّةَ٢، فَأَقَامَ بِهَا، فَلَمَّا أَجَابَهُ قَوْمُهُ إلَى مَا دَعَاهُمْ إلَيْهِ، كَتَبَ إلَى أَخِيهِ مِنْ أُمِّهِ، رِزاح بْنِ رَبِيعَةَ، يَدْعُوهُ إلَى نُصْرَتِهِ، وَالْقِيَامِ مَعَهُ، فَخَرَجَ رِزاح بْنُ رَبِيعَةَ، وَمَعَهُ: إخْوَتُهُ حُنُّ بْنُ رَبِيعَةَ، وَمَحْمُودُ بْنُ رَبِيعَةَ، وجُلْهُمة بْنُ رَبِيعَةَ، وَهُمْ لِغَيْرِ أمه فَاطِمَةَ، فِيمَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ قُضَاعَةَ فِي حاجِّ الْعَرَبِ، وَهُمْ مُجْمِعُونَ لِنُصْرَةِ قُصيّ. وَخُزَاعَةُ تَزْعُمُ أَنَّ حُلَيل بْنَ حُبْشية أَوْصَى بِذَلِكَ قُصيًّا وَأَمَرَهُ بِهِ حِينَ انْتَشَرَ لَهُ مِنْ ابْنَتِهِ مِنْ الْوَلَدِ مَا انْتَشَرَ. وَقَالَ: أَنْتِ أَوْلَى بالكعبة، وبالقيام عليها،

١ هكذا بالقاف، وهي الرواية الصحيحة وفي بعض النسخ: فرعة بالفاء، والقُرعة بالقاف هي، نخبة الشيء، وخياره، وقريع القبيلة: سيدها، ومنه اشتق الأقرع بن حابس وغيره ممن سُمِّي من العرب بالأقرع. ٢ كان قصيّ رضيعًا حين احتملته أمه مع بعلها ربيعة، فنشأ ولا يعلم لنفسه أبا إلا ربيعة، ولا يدعى إلا له، فلما كان غلامًا يفعة أو حَزَوّرًا "دون البلوغ" سابه رجل من قضاعة، فعيره بالدعوة، وقال: لست منا، وإنما أنت فينا مُلصق، فدخل على أمه وقد وجم لذلك فقالت له: يا بني صدق، إنك لست منهم، ولكن رهطك خير من رهطه، وآباؤك أشرف من آبائه، وإنما أنت قرشي، وأخوك وبنو عمك بمكة، وهم جيران بيت الله الحرام، فدخل في سيارة حتى أتى مكة، والمعروف أن اسمه: زيد، وإنما كان قصيًّا أي بعيدًا عن بلده فسمِّيَ: قصيًّا.

1 / 109