La vie d'Omar ibn Abdul Aziz telle que rapportée par l'imam Malik ibn Anas et ses compagnons

Abu Muhammad Abdullah ibn Abdul Hakam Al-Misri d. 214 AH
102

La vie d'Omar ibn Abdul Aziz telle que rapportée par l'imam Malik ibn Anas et ses compagnons

سيرة عمر بن عبد العزيز على ما رواه الامام مالك بن أنس وأصحابه

Chercheur

أحمد عبيد

Maison d'édition

عالم الكتب-بيروت

Numéro d'édition

السادسة

Année de publication

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

Lieu d'édition

لبنان

ثمَّ صعدا فلبثا مَلِيًّا ثمَّ أَقبلَا مَعَهُمَا بِرَجُل أدعج الْعَينَيْنِ ذِي وفرة شَدِيد سَواد الشّعْر بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ مَرْبُوع الْجِسْم عَلَيْهِ هَيْبَة ووقار حَتَّى أقعداه على ذَلِك السرير من فَوق تِلْكَ الْفرش فدنوت مِنْهَا فَقلت من هَذَا الرجل فَقَالَا هَذَا مُحَمَّد ﷺ قَالَ فهبته هَيْبَة شَدِيدَة وتأخرت ناكصا على عَقبي حَتَّى كنت مِنْهُ بمَكَان منظر ومسمع فَبينا أَنا كَذَلِك إِذْ أُتِي بِرَجُل قد نهزه القتير ضرب الْجِسْم حسن اللَّحْم مشدودة يَدَاهُ على عُنُقه حَتَّى وقف بَين يَدَيْهِ فَأقبل رَسُول الله ﷺ يثني عَلَيْهِ فِيمَا كَانَ من فعاله فِي الْإِسْلَام وَيَقُول أَنْت صَاحِبي فِي الْغَار وَأَنت أَبُو بكر الصّديق وَالْأَمر هَهُنَا إِلَى غَيْرِي وَلست أملك لَك من الله شَيْئا فَلم يزل قَائِما بَين يَدَيْهِ ثمَّ أَمر بِهِ فَأطلق عَنهُ وأجلس عِنْد رَأس السرير على الأَرْض ثمَّ أُتِي بِرَجُل حسن اللَّحْم نهزه القتير مَجْمُوعَة يَدَاهُ إِلَى عُنُقه حَتَّى وقف بَين يَدَيْهِ فَأقبل رَسُول الله ﷺ يثني عَلَيْهِ بفعاله فِي الْإِسْلَام وَيَقُول أما إِنَّك الْفَارُوق الَّذِي أعز الله عزوجل بِهِ الدّين وَأَنت صَاحب الْيَهُودِيّ وَالْأَمر هَهُنَا الى غَيْرِي وَلست أملك لَك من الله شَيْئا فَلم يزل قَائِما بَين يَدَيْهِ مَلِيًّا ثمَّ أطلق عَنهُ وأجلس مَعَ أبي بكر فَمَا زَالَ كَذَلِك يُؤْتى بخليفة خَليفَة حَتَّى أفْضى الْأَمر إِلَيْك فَلَمَّا سمع عمر ذَلِك مِنْهُ ارتاع فَاسْتَوَى جَالِسا ثمَّ قَالَ يَا أَبَا الْمِقْدَام فَمَاذَا صنع بِي قَالَ أُتِي بك مَجْمُوعَة يداك الى عُنُقك ثمَّ وقفت بَين يَدَيْهِ طَويلا ثمَّ أَمر بك فَأطلق الغل ثمَّ أجلست مَعَ أبي بكر وَعمر بن الْخطاب فَاشْتَدَّ عجب عمر بن عبد الْعَزِيز لرؤيا رَجَاء بن حَيْوَة ثمَّ قَالَ يَا أَبَا الْمِقْدَام وَالله لَوْلَا مَا أَثِق بِهِ من صحبتك وورعك وَجدك واجتهادك ووفائك وصدقك لأنبأتك أَنِّي لَا أَلِي شَيْئا من أَمر الْخلَافَة أبدا وَلَكِنِّي قد سَمِعت كلامك ورؤياك وَمَا أخلق بِي سَوف أبتلى بِأَمْر هَذِه الْأمة فوَاللَّه لَئِن ابْتليت بذلك وَإِنَّهَا شرف الدُّنْيَا لأطلبن بهَا شرف الْآخِرَة

1 / 124