وتدعي صحبتك فوق الردايم
آلمتني يا دياب بضربتك
أيا حيفا كنا يا أسير لزايم
مقال الحزين ابن رزق سلامة
لقد سلمت روحي لرب العوالم
فلما فرغ أبو زيد من كلامه والأمير دياب يسمع نظامه دمعت عيناه ونزل إليه وضمه إلى صدره.»
وعلى عادة ما هو ملمح رئيسي بالنسبة لسيرنا وملاحمنا العربية، استرسل أبو زيد المغتال بيد دياب من مرثيته الذاتية، وما علق بها من تراكم ملحمي عبر العصور.
وهكذا تخلى عنه دياب مضرجا في دمه، بنفس ما فعله جساس بن مرة عقب اغتياله لكليب. «وصار دياب كالمذهول بقومه إلى تونس ودخل إلى سراية الأحكام ونادى باسمه، بل هو تجاسر معلنا قتله لأبي زيد الهلالي، وأنه الحاكم الوريث لتونس والمغارب.»
وبكت نساء هلال «القيسيات» ورجالها أبا زيد، وكترت فيه المراثي، فأنشدت الجازية، عقب دفنه إلى جوار أخيها السلطان حسن:
أبو زيد بالعربان ليس مثاله
Page inconnue