حصدت بداله أربع وثمان
وما إن تسلم الزناتي رسالة أبي زيد حتى قال: «أحضر الأرباب»،
2
بما يشير إلى رغبته في استشارة الأرباب من أصنام طواطم، بالطبع في رد الأسرى وإنهاء الحرب.
فبعث الزناتي إلى ابنته سعدى، وقال لها: «أطلقي المحابيس حتى ترسلهم إلى أهلها.» فلما وصل الخبر أتت سعدى إلى عند أبيها، وقالت: «يا حيف أبي! أنت صدقت كلام العرب، هؤلاء العرب ما بقوا يفارقوا هذه البلاد.» فقال لها: «والله لقد صدقتي لوعد منا الحياة ما عدنا نرسلهم.» وكان تلك الساعة مرعي عندها:
تقول سعدى بنت أمير تونس
وجرح الهوى قد علقني حبايله
جرحني الهوى في قلب أهانني
ومشعال نار الجد أشعل فتايله
أنا ما ضناني غير مرعي وذلني
Page inconnue