بين يديها وأذرفت دموع اليأس وشعرت بأن الدهر سيعاندها ولا يترك ها سبيلا هنائها وتصورت بأفكارها أن الأمير حبيبها قد تنازع مع أبيها وبسبب هذا النزاع لا بد أن يتصعب عليها التقرب منه ولا ذلك لما خخرج غضبانا ومتكدرا في مثل ذلك الوقت وبقيت حالتها على
ما هي منتظرة المساء لتعرف ما كان من أمر أبيها والأمير .
قال وعندما اسودت فحمة الليل وعقد الخيط الأسود على هامة البلد دعت بخادمها ودفعت إليه الطعام وسألته أن يطلب من الأمير أن يخبرها بما وقع بينه وبين أبيها فسار الرجل إلى أن وقف بين يدي الأمير فدفع إليه الطعام وقال له أن سيدتي لا رأتك وأنت عائدا من عند أبيها على تلك الخالة تكدرت ولا تزال مكدرة حتى الآن وهي لا تعلم السبب الذي دعاك إلى الخروج قبل الوقت وأنت على تلك الحالة وقالت لي أن أستفسر لما عن السبب الموجب مثل هذا وقد شعرت بتعاسة حظها وسوء مستقبلها فقال له أنه لم يكن ما يكدرني من أبيها إلا تسليمه أمر زواجها للوزير بختك ومع كل ذلك فإني لا أزال أحافظ على مودتها وأرعى عهودها أكثر من الأول وبألف مرة فلتكن براحة ولتتأكد أني لا بد أن أحصل عليها ولوكان دونها سد الإسكندر . وإن أباها بوامنطة الوزير بختك طلب مني أن أطيع له الأمير معمل البهلوان صاحب حصن تيزان ظ منه بأنة يرميني بتهلكة جديدة ومبذه الطريقة يتخلص مني وقد وعدته أني أسير وحدي إلى هذا العاصي وأجيء به ذليلا إلى بين يدي أبيها ليعلم أني أقول فأفعل فيقتصر مرة ثانية عن مثل هذا العمل وفوق كل ذلك فإني أقصد كيد الوزير بمختك فإذا راني وقد تخلصت من هذه التهلكة وعدت منصورا ظافرا فائزا انفطرت مزارته وزاد قهرا فوق قهر وغيظا فوق غيظ ولا بد أنه بعد رجوعه يدبر لي أمرا آخر يشغلني به عن الزواج وإنياعاهدهاأني أبقى محافظا على السلام مع أبيها إكراما لخاطرها فأجيبه إلى كل ما يطلبني ويندبني إليه إلى الغباية أي إلى اليوم الذي يأمر به الله سبحانه وتعالى بعقد زواجنا ومراعاة راحتنا فاقرءها مني السلام وأخبرها أن لست متكدرا من أبيها أبدا ولا أريد أن أسمع أنها مكدرة أو مقهورة ويسرني أن أسمع أنها براحة ومسرة من أجلي ومن أجل كل شيء فقبل الرجل يديه وخرج . وبعد أن أكل حمزة الطعام سجاء اليه الملك النعمان وأصفران الدربندي والأمير عقيل وباقي الأمراء وعندما استقر بهم الجلوس قال له الملك النعمان ويصعب علينا الوعد الذي وعدت به الملك كسرى وإني من أجلك في شاغل عظيم لأنك رميت بنفسك في خطر جسيم وشرطت على نفسك أنك تأتي بالأمير معقل مع أنه نادرة هذا الزمان وفارس لم يخلق مثله بين الفرسان انتشر صيته من الشرق إلى الغرب وفاق على كل فارس ندب فقصدته الفرسان من اليمن والعراق وأقاصي الحند لتجرب نفسها معه فلم يكن من يثبت أمامه حتى أن الملك كسرى طالما بععث اليه بالفرسان والآبطال فبدد شملها وشردها وهولا ينقأد إلى أحد ولا يذل لأحد فقال له الأمير حمزة ان هذا مما يزيدني تشوقا إلى ملاقاته ٠
Page inconnue