ويتخذه له فيكون سندا لفارس وكان عند كسرى حينئكذ فارس صنديك وجبار عنيد أسمه - هبني هذا الحواد فأنا أركبه وأطيعه فظن كسرى أنه يقدر عليه فسمح له به فجاء إليه وأراد أن يركب على ظهره فضربه بقوائمه والقاه إلى الأرض واتبعه بالأول ولذلك تكاثر الناس على الحواد واحتاطوا به بالحبال فربطوه وقادوه إلى اصطبل مخصوص ووضعوه فيه وصار في وهو على الدوام يسمن ويقوقى ويشتد حتى أصبح كالفيل وامتنع الناس أن يذكروه بغمهم وتأكد أن لا أحد يقدر أن يعلوه أو يمتلكه ولذلك خطر لبختك أن يلقى الامير حمرة مهذه التهلكة بحيث يطلب الجواد من كسرى ويقصد أن يركبه فيفعل به كما فعل بغيره ولا ترجح عنده هذا الظن سر مزيد السرور وطفح قلبه من الفرح ودعا بترجمانه وكاتم أسراره وأوصاه أن يذهب إلى حمرة بقضاء هذه المهمة ولا عاد إليه وأخبره بما قاله له ثبت عنده أنه لا بد أن يموت في اليوم الثاني لدى وصوله إلى الجواد ولعظم فرحه لم ينم تلك الليلة وما صدق أن طلع النبار وأخذت الناس في الذهاب إلى مجلس كسرى فكان أول من سار فدخل وأنىمذت الناس ترد حسبف العادة وتجلس في مراكزها .
قال وأما الأمير حمزة فإنه سار في اليوم الثاني مع النعمان وجماعته وهو مشغل الفكر من جهة الحواد ويتمنى أن يصل إليه ويراه وهل هو كما وصف له أم لا فإن كان كما قيل له يكون قد نال سعادة يحسبها من السعادات العظيمة وقبل أن يدخل الإيوان رأى مبوبته على حسب العادة فحيته وحياها حقىق أدرك النعمان الحقيقة ولحظط الحب الواقم من تكرار التحيات ق الصباح والمساء ولما صار أمام كسرى قبل يديه فقبله بين عينيه وأثنى عليه وأجلسه إلى جانبه بينه وبين بزرجمهر . وبعد أن استقر به الجلوس وتمادى مع كسرى قليلا التفت إلى بز رجمهر الوزير وقال له أريد منك يا سيدي أن تبلغ كسرى كلاما أريد أن أعرضه عليه قال قل ما شئت فإني أطلعه عليه . قال أرجوه أن يسمح لي بالأصفران فقد سمعت عنه أنه من الخيول الحسان وإني أحتاج أن يكون عندي مثل هذا الجواد لأنال به غاية القصد والمراد وأقهر الأعداء والمسياد . فقال له بز ر جمهر وقد أظهر التعب والاندهاش عمسن عرفت ذلك ومن أطلعك على مثل هذا الخبر فلا ريب أنه عدو ألد يقصد لك الاهلاك والوبال لأن الحواد هذا هو أشد حيلا من الأسد قوي القوائم قد أمات عدة فرسان وأبطال من الذين تضرب بهم الأمثال في بلاد فارس دون أن يقدر أحد أن يصل إليه ولذلك لا أريد أن تذكر ذلك لكسرى .
ولا يقبل هو أيضا منك ذلك ولا يخاطر بك إلى هذا الحد إذ لا يريد أن يعدمك هذه الدنيا بل يرغب في بقاك وطول عمرك . قال لا وف علي من هذا الجواد ولابد لي من الحصول عليه وأخذه لنفسي وأريد منك أن تتكرم علي وتسأل لي الملك أن هبه لي فيكون قد فعل
م
Page inconnue