سبب إطلاق سبيله فقال لهم اعلموا أن صرت حمزيا وسوف أبارح هذه المديئة وأسير في خدمته كل العمر ومدى الأيام أقاتل بين يديه وذلك من أسباب الفخر لي والمجد الذي سبقنى إليه غيري من الفرسان العظام والملوك الكبار أصحاب المجد والفخار كملك القسطنطينية والمعتدي حامي السواحل وغيرهما .
ثم دخل السرايا وأحضر الاصفران ومباشر وبشير وأطلقهم من الوثاق وقال لهم أريد منكم أن تعذروني لأن قد اعتديت عليكم ولم أعرف مقدار قدر أميركم سيد العرب حتى وقعت في يله أسيرا فوجدته فارسا صنديدا وبطلا مجيدا ورجلا كريما ومولى عظيما عاملني بالرقة واللطف فقال له الاصفران لا ألوم عليك لأنك أسرتنا في ساحة القتال وم تغدر بنا بل أسرتنا بما أعطيت من البسالة والاقدام ثم إنهم ودعوه وخرجوا من المدينة حتى جاءوا صيوان الملك النعمان وكانت العرب بانتظارهم ففرحوا بهم وسلموا عليهم وبعد ذلك تفرق كل إلى صيوانه وناموا ودخل .حمزة إلى صيوانه ووضع رأسه على وسادته , وأخذت الأفكار في أن تتردد إلى فكره من حين إنشائه إلى أن جاء بلاد كسرى ورأى مهردكار وهي بذاك الجمال الباهر فكاد يغيب عن وعيه ويضيق صدره كيف يكون الأمير حمزة موفق الاعمال طويل الباع كريم الطباع ولا يقدر أن يصل إلى فتاة أحبها وأحبته وصار الوقت بيهها صاف وأخذت من ثم تمر إلى ذهنه أعمال مهردكار ووفاؤ ها له وانها أشد منه خلوصا وظهر له غلطه بزواجه بزهربان ومريم بنت قيصر قبل أن يزف عليها بحيث هي الفتاة الأولى .التي أحبها وسلمها قلبه وقال في ذاته لا ريب أنها تحسبني قليل المودة إلى حد ان اخترت عليها غيرها وفضلت الوصول إلى من كان من اللازم أن تكون في خدمتها ولما كان شيخص مهردكار يلوح إليه 'ويظهر أمام عينيه وفي ذهنه كأنه يلومه ويعنفه على ما فعل وعلى رضائه بطول البعاد مع أنه كان قادر أن يختار القرب على البعد فيتفق _وأبوها على ترك المدائن فيأخذها ويسير إلى بلاد العرب ويقيم في مكة مرتاحا معها ويدع كسرى وشأنه ؤاذا تبعه. الى هناك اذاقه الويل والحلاك وأخذ في أن يعتذر اليها ' ويطلب منها السماح ويرجو منها أن تنتظره إلى أن يعود وأن لا تعامله كا عاملها أي لا تختار غيره زوجا وإلا اذا فعلت ذلك فيكون حق وعدل ولم يبعد هذا الفكر عنه في أكثر ساعات تلك الليلة وهو يتقلب كالأفعى على سريره من جهة إلى ثانية يلوم الزمان ويذم الدهر الذي ترك بينه وبين من أحبها قلبه ألوف من الأميال ومئات من البلدان والمدن والحبال العالية الشاهقة مع أنه ملتزم أن يبعد أبعد من ذلك وأن أمامه بلدان وعواصم يرى نفسه مضطرا إلى المسير إليها وأخيرا وجد سلوى لنفسه بأنه فكر أن لا بد لكل بداية غباية وان الله إذا كان قسم له الوصول إلى مهردكار لا بد من اتمام تلك القسمة مهما طالت الأيام وبعد عن الديار وفكر أخيرا أن ما وقع .له من زواجه بزهربان ومريم ربما كان
51١١
Page inconnue