وعنفه على تقصيره وقال له كان من اللازم أن تسير أنت على الدوام في مقدمة الفرسان تكشف لنا الطرقات وإلا هلكنا في بلاد لا نعرفها . فقال له إني أريد أن لا أفارقك على الدوام ولم يخطر في ذهني أن الملك كسروان سيأخذنا غدرا . قال أريد منك أن تنظر لنا في طريق نسير به إلى بيروت إذ ما من وسيلة لمرور عساكرنا في هذا الطريق إذا بقي عليه جماعة كسروان قال إني أظن أنهم يرجعون في هذه الليلة إلى بيروت ولا يقيمون هنا وما جاءوا إلا ليدهمونا مرة واحدة على حين بغتة ولحسن حظنا لم يتمكنوا منا كما كأنوا يرغبون ولا بد أن املك كسروان يكون على استعداد ينتظرنا للحرب وهو يتكل على نفسه كغيرة من الأبطال الشداد . قال إذا فعل ذلك يكون قد أخطأ لأنه إذا أراد الايقاع بنا يمكنه أن يقيم على هذا المضيق فلا يدعنا ثمر منه أبدأ . قال إذا بقى هو هنا سرنا في غير طريق وإن كان يبعد عدة أيام . ومن ثم أقام الأمير مع قومه وهم متكدرون مما لحق بهم في ذاك اليوم متأسفون على من فقد لهم من رجال فيه . ولما كان صباح اليوم التاللي مبض الأمير عمر العيار وأخذ بعضا من جماعته العيارين وأوصاهم أن يتسلقوا القمم وينظروا في مكان رجال بيروت وصعد هو إلى أعلى القمة فلم يروا أحدا فتأكدوا أن بشيرا ومباشرا قد رجعا بقومههما فعاد العيارون جميعا وأخبر عمر أناه أن القوم قد رجعوا إلى المدينة فأمر رجاله أن تسير في ذاك المضيق خلف عمر العيار فقطعوا المضيق دون أن يصادفوا أحدا وساروا من هناك إلى أن تبينوا مديئة بيروت وهي زاهية زاهرة . ٠
قال وكان الملك كسروان هذا الحاكم على بيروت وما يليها هو من عظماء الملوك وفطاحل الأبطال وله ولدان «ومما بشير ومباشر من الفرسان الشداد وقد وصلت إليه كتابة الملك كسرى كغيره من العمال فقزأها وعرف فحواها وعمد على هلاك الأمير حمزة وجماعته وجعل يترقب قدومهم إلى أن مضت الشهور والأيام وهو عارف أنهم لا بد من أن يأتوا إلى جهته لجمع الأخرجة بعد فراغهم من بلاد الرومان واليونان وغيرهما ولا زال بالانتظار إلى أن وصلت اليه الأخبار بأنهم وصلوا إلى قرب مديئة طرابلس فدعا بولديه وقال لما خذا معى) ' عشرة ألاف من العساكر واكمنوا عند نقار المعاملتين ومتى رأيتم العرب وقد اجتازوا منه فانحطوا عليهم وارموهم بالويل والحرب ولا بد أن تملكوا متهم قسرا كبيرا ومن ثم عودوا إلي فإذا نجا الأمير حمزة لا بد أن يسير في أخحذ ثأر من فقد له فيطلب قتالنا فأقتله وأبدد الباقي ونكون قد عملنا غاية كسرى وما طلبه منا ونلئا منه المكافأة مع المدح والثناء فأجاب ولداه أمره وسارا بالعساكر وأكمنا عند نقار المعاملتين إلى أن أنخذ العرب بالمرور عنه فجرى ما جرى وبعد ذلك تركا ذاك المكان ورجعا إلى الوراء نحو المديئة حسب أمر أبيهم| ولا امهيا اليه أخبراه بما كان وقالا له أن العرب قوم بواسل فلم نتمكن منهم كما نقصد وفيهم فرسان أبطال يحمون العساكر ى) تحمي اللبوة أشبالها قال لا بد لي من هلاكهم مهما كانوا أو كثروا وأقام
اما
Page inconnue