بين العرب والعجم ونكون نحن السبب في خراب دولتنا وأنت تعلم أن العرب يربون على الغزوات والغارات لا يتعلمون ولا يتهذبون فينشأون على أقبح طريقة وأسوأ حال ولذلك لا يعرفون قدر الملوك ونعمهم . ودام بختك في مثل هذا الحديث إلى أن امتلأ صدر الملك كسرى حنقا على الأمير حمزة والعرب وصار يطلب هلإكهم ويتمنى كل التمني أن لا يعودون من هذه السفرة ولا يرجعون إليه فيراهم في ديوانه مرة ثانية . وعند ذلك طلب بختك من كسرى أن يسمح له بخاتمه وقال له مرادي أن أكتب كتابا إلى أندهوق صاحب سرنديب أطلعه على باطن المسألة وظاهرها وأشرح له كل ما توقع لنا وأسأله أخيرا إهلاك العرب وتبديد شملهم وإذا فعل ذلك كان له منا الخير العظيم فوافقه كسرى على ذلك فكتب
من كسرى ملك العجم والعرب وحاكم الأرض بالطول والعرض إلى اندهوق صاحب سر نديب الحند فارس فرسان هذا الزمان وفخر أبطالما الشجعان .
اعلم أيها الصديق الودود أنه خخرج من العرب فارس صنديد اسمه حمزة العرب من برية المحجاز وجاء بلادنا وناحن بضيق عظيم مع خارتين فقتله وأعاد البلاد إلينا فأكرمته على ذلك وأنعمت عليه وقدمته من ديواني حيث رأيت من قواعد الإنسانية أن أكرم من هو مثله فلم رأى منا هذا الاكرام الزائد حدثته نفسه بأن يتخذ بنتي زوجة له فغاظني منه ذلك وتكدرت منه مزيد الكدر أن أكون كسرى أنو شروان ويطمع بزواج بنتي أحد العربان وعند ذلك أردت أن أمنعه وأبعده فأرسلته إلى رجل عاص يقال له معقل البهلوان في حصن تيزات على أمل أن يهلكه وأرتاح من شره فسار إليه ولحسن حظه تغلب عليه وقاده ذليلا إلى ديوان ثم اصطحبه معه وصار له صديقا صدوقا ولهذا عاد ثانيا إلى طلب زواج بنتي كما كان قبلا وسألني أن أزفه عليها وأسلمه إياها فكان من وزيري بختك أنه قال له اننا لا يمكن أن نرفها عليك ما لم يصف بالنا ويطيب عيشنا لأن اندهوق صاحب سر نديب عدونا ويريد أن يزحف على بلادنا فلسخافة عقله صدق ذلك وفي الحال وعد أنه يسير إليك ويقبض عليك ويأي بك مقيدا أسيرا إلى ديواني وأنت على الذل والإهانة وكان يفكر وزيري أنك فارس صنديد لا يوجد لك ثان في هذا الزمان فتهلكه وتعدمه الحياة وتريحنا منه ونعطيك عوضا عن ذلك حكومة العرب أو غيرها والآن أنخبرك أن الأمير حمزة وجماعته ساروا إلى بلادك على أمل أن ينفذوا غاية الأمير حمرة فدبر أنت أمره وإذا تم لي مطلوبي أي إذا أهلكته وفعلت به ما أريد أعطيك كل ما تطلبه والسلام .
ثم إن الوزير بعد أن حتم الكتاب بختم الملك طواه وسلمه إلى الرسول وأوصاه بالسرعة إلى أن يسبق العرب إلى سر نديب ويعطي الكتاب إلى أندهوق ودفع إليه هدية فاشرة من اللخواهر والأموال يقدمها له ويخبره أن هذا جزاء من كرامة الملك له فأخذ الرسول
0
Page inconnue