وبعد دقائق قليلة يكون سيدنا الأمير حمزة عندك فهوات وراءنا مع الأمراء والملك النعمان .
فلم| نظر كسرى وباقي الاعجام الى معقل وهو مقيد تعجبوا من عظم جثته وكبر هامته وهو كالفيل وأكثر عجبهم كان كيف أن الأمير حمزة قدر على أسره وإدخاله في هذا القفص مع ما هو عليه من البطش والاقدام وعلوالمنزلة في القتال وبعد الصيت في عام ذاك الزمان .
وأما كسرى فإنه سر بأسر معقل البهلوان وقال له كيف ترى نفسك الآن أها المتكبر المعتدي أتظن أني أعجز عنك أو لا أقدر على أسرك وقتلك وقد بعشت اليك برجل واحد فأق بك على هذه الخالة . فقال معقل انك لو بعثت إلى رجال العالم أجمعها وأنا في حصني لما حسبت لهم حسابا ولا قدرت أن تراني في مثل هذه الحالة غير أن الأمير حمزة غش بك وتوهم أنكم على صفاء الباطن والنية فسعى في إنقاذ مأربكم .
فقال بختك لكسرى اعلم يا سيدي أن قتل معقل في ال حال كثير الفائدة وأريد منك أن تأمر بقتله وتريحنا منه لأنه وهو في الأسر يتطاول ويأنف الذل وإذا تذكرنا السالفة نرى ان كل عمل يحتاج من أجله أن يحرق بالنار فقال معقل إن قتل صعب عليكم جدا وليس في ' وسع أحد منكم أن يمد إلي يدا إلا الذي أسرني فهو وحده له حق التسلط علي والتصرف بي فإن عفى كان كرما منه وإلا فله الحق بقتلي وأما انتم فإنكم بعيدون عن نوال هذا المنال وتعجزون عن الدنو مني وأنا مقيد الايدي والارجل فإياكم من المخاطرة بأنفسكم فاغتاظ كسرى من كلام معقل البهلوان وكاد يختنق فأدرك ذلك بختك فاغتنم الفرصة للانتقام من معقل البهلوان وقتله خوفا من أن يظهر الكتابة التى بعثها اليه بقتل الأمير حمزة » وفي الحال أمر الحجاب ان تحمل القفض بما فيه وتلقيه في النار ليحترق فهجم الحجاب وفي نيتهم ان يجحملوا القفص وينفذوا امر بختك وإذا بالأمير حمزة قد وصل الى الايوان بجماعته ورأى قبل دخوله مهردكار على ما تقدم في شباك قصرها واقفة كالعادة وعند دخوله رأى الحجاب وقد احتاطوا بالقفص ليحملوه فأدرك سر المسألة ولا سيا عندما شاهد معقلا وهو يصيح بم ليبعدوا عنه فصاح وهجم عليهم غير ملتفت إلى كسرى وقومه وقد جرد السيف بيده حتىق أرعب الجميع ونخافه كل من كان حاضرا في المكان من أكابر وأعيان.ولا سيها الوزير ببختك فإنه وقع الرعب في قلبه وعلم أن حمزة إذا قتل أحد يكون هو في الأول ولذلك اضطرب وخاف ومثله الملك وقد قال لوزيره بزرجمهر ارجع حمزة عن غايته ودعه يغمد سيفه ومها طلب أعطيناه ونحن لا نعرف أن معقلا في زمامه فأمر بزرجمهر الحجاب ان يتفرقوا عن القفص وتقدم من الأمير حمزة وقبله وقال له اغمد سيفك يا ولدي فيا من لزوم لمثل هذا الأمر فاستحى حمزة من بزرجمهر وأطاعه لأنه كان يحبه جدا ويعتبره لعلمه أنه من كرماء الناس وعقلائها وأنه يحبه عن خلوص ومودة محبة الأب لولده . فأغمد سيفه وقال له اعلم يا أبتاه
١
Page inconnue