القلم ووقع معقل إلى الأرض ولا رأى الأمير حمزة ذلك تأخر إلى الوراء وصاح به قم أيها الفارس الأمجد واركب لك جوادا اخمر ولا تضيع فرصة باقية لنا من هذا النبار فقال له معقل معاذ الله يا أخي أن أشهر بوجهك حساما أوعدت أقف بوجهك مرة ثانية لأنك والحق يقال.
أبسل رجل في هذا الزمان واشد من يدعي الحرب والطعان ولست من رجالك واعترف انك قد ذللتي وقهرتني وأنزلت بي العبرة وان شئت تقتلني فلك اللحياة وان شئت تربطبي بالحبال وتسحبني إلى ديوان كسرى ذليلا فلك الحق بذلك لأني أسيرك وإذا أردت أن تكرمني وتتخذني لك صديقا أمينا على طول الزمان أقاتل بين يديك واخدمك جهدي ولا اببخل بروحي عليك وسوف تظهر لك الأيام ما يكون مني فلما رأى الأمير حمزة حال معقل البهلوان وذله لم يبن عليه فنزل عن جواده وقبله بين عيئيه وقال حاشاك من الإهانة والذل فا أنت إلا أنحى ورفيقي على طول الزمان لا أفارقك ما زلت في قيد الحياة لأني عرفت مقداراقدامك وشجاعتك ولولا قتل جوادك لما حل بك ما حل ثم إنبيا تصافيا وتحابا وألقيا السلاح إلى الأرض وحلف كل منها يمينا على الأخخاء ودوام المحبة والصحبة وهذا معقل البهلوان يكون اول رفيق للأمير حمزة وأفضل صديق له يقاتل معه في كل غزواته ببخلوص وأمانة . وفرح جميع رجال القلعة بهذا العمل وما منهم إلا من تقدم من الأمير وقبل يديه وقدم له طاعته وشكره على قبول رئيسه وكانوا بأجمعهم قد أحبوا الأمير وتمنوا أن يكونوا من رجاله وأبطاله يقاتلون بين يديه ويموتون على خدمته ونحت طاعته . ومن ثم رجعوا إلى القلعة جميعا وهم على الفرح والمسرة ولاسيهما الأمير عمر فإنه كان يصفق من الفرح ويقول لأخيه اليوم قد فزت الفوز العظيم لأنك صحبت من يقارنك بطشا وإقداما ولما دخلا القلعة نزعا الدروع ولبسا الملابس الناعمة ووضعا سفرة المدام والطعام وصرفا تلك الليلة على الحظ والاستبشار وعند الصباح نهض الأمير حمزة وقال لمعقل البهلوان أطلب اليك يا أخي ان تكون على اهبة السفر لأن لا أريد ان أبقى هنا اكثر ما بقيت خوفا على قومي وعلى ضياع الوقت فأقع بالندامة بعد ذلك. فقال له إليك ما طلبت فإني لا أخخالف امرا ثم أمر رجاله ان تجمع أمواله والتحف التي داخل القلعة من كل ما هو ثمين وخفيف وترفعه على ظهور الجمال وان يركب كل واحد جواده وأمر أن تحمل المؤ ن والماكل اللازمة مدة الطريق فأخذ الجميع في تدبير أمورهم إلى ان انتهى كل شيء وحينئذ ركب الأمير حمزة الأصفران وركب معقل البهلوان جواده وفعل مثله باقي الرجال ولم يكن إلا القليل حتى بارحوا القلعة سائرين في طريق المدائن والأمير لا يصدق أن يصل اليها ويشاهد قومه ويرى محبوبته وهو يجد المسير وقد بعث بأخخيه عمر أمامه يكتشف له الأخبار ويعود إليه بعلم اليقين إن كان وقع عليهم بأمر وإذا كانوا على ما تركهم يبشرهم بقدومه وداوم على السير من بعد مسيرة مدة أيام إلى أن قرب من المكان القائم فيه قومه . 1 0
Page inconnue