فاذا صليت العشاء افطر على خبز وملح لا غير ذلك ، ولم يتهيا لاحد من حاشيته [ آن ] يفعل في أمره ما يستحقه ويلزمهم له خوفا منه وأخباره تنقل إلى أحمد بن طولون في كل ساعة ولما مضت له ثلاثة أيام ، أحضره وخلع عليه ، وأجازه وعاتبه على ما كان منه ، حتى أخرجه إلى ما جرى إليه ، وأنه جعل ذلك تاديبا له كما بؤدب أحد ولده ، فشكر ودعا وزادت حاله عنده وحدث الواسطي هذا قال : انصرفت ليلة إلى داري ، وكان عندي من آنس به ، وأتفرج إليه ، وأتق بمودته ، ممن يصحبني ، قدا خالطني بنفسي ،لان الاينسان الكامل يتفرج إلىصاحبه بما لايتفرج به إلى أخيه ولا ولده ولا خاصته وإن كانت حظية عنده .
كنت قد ألزمته المبيت عندي ، وكان انصرافي ، وقد مضى هزيع من الليل ، فدخلت ، وأنا مقطب مشغول القلب ، فتامل ذلك مني ، وقال لي : أطلت عند الامير الليلة جدح ، وآراكقدجئتوعلى قلبك هم ، فما الخبر * فلم يكن بي فضل لجوابه ، وبقيت بثيابي وخفي جالسا فقال لي : استخر الله يا سيدي ، وادخل إلى الحرم ، واخلع ثيابك ، ونم تهدأ أعضاوك بما تعطيه نفسك من الراحة . فقلت له : دعني من هذا فقد حيرني أمر هذا الرجل الذي اخدمه وادهشني وما أشبه موارد أموره ومصادرها إلا بالآخرة ، فلى والله في الفكر
Page inconnue