الغلام جميع ذلك على الرسم ، فلما انصرفت مشيعا له إلى مضر به سالته أن يامر الغلام آن يطلق لي نسخة فأمره بذلك فنسخته قال مؤلف هذا الكتاب : وكذا كان أحمد بن طولون إذا افنذ رسولا في حاجة برسالة ، قال له : أعد على ماقلت"فاين اعاده ولم يخرم منه حرفا آنفذه ، وإن قصر عن ذلك استبدل به وامر بحبسه .
قال : وكان أحمد بن طولون قد عمل على أن يغزو قبل أنينصرف من الثغر ، حتى ورد عليه الخبر بخلاف ابنه العباس عليه ، وأخذه كل ماتهيأ له من المال والكراع والسلاح ، وذهابه إلى الغرب وحمله معه آحمد بن محمد الواسطي كاتب آبيه مكرها ، وأيمن الاسود مقيدين ، فانكفا راجعا إلى مصرقد حيره ما دهاه من مأمنه فمن دهائه وجودة رايه وحزمه ، آنه لما عمل على المبادرة إلى مصر ، لم يكن الرأي عنده أن يترك أطراف عمله منتشرة غير مضبوطة ولامحروسة ، فتوقف ، وفي قلبه آحرة من الجمر حتى بعث باحمد بن جيغويه في جيش كثيف إلى حران وما والاها ، وبعث بلولو غلامه في مثل ذلك إلى نواحي الرقة
Page inconnue