الحصن على الجزيرة ، واتخذ مائة مركب عربية كبارا ومائقم كب حربية سوى ما ينضاف إليها من العلابيات والحمائم والعشاريات والسناديل وقوارب الخدمة ، وعمل على سدوجه البحر الكبير و[أن] يمنع ما يجيء إليه من مراكب طرسوس وغيرها بنقض مراكبه ويكون ما فيها يذب عن هذه الجزيرة ، وعمل على آن ينفذ إلى الصعيد واسفل الارض: فيمنع من حمل الغلات إلى البلد ، ليمنع من ياتي من البر بالميرة فقام موسى بن بغا بالرقة عشرة أشهر ، فاضطرب عليه أمر الأتراك ، وطالبوا بأرزاقهم مظالبة عظيمة ، استتر منها كاتبه عبيد الله ابن سليمان ، لتعذر المال عليه ، وخوفه على نفسه منهم . فلما تبين موسى بن بغا عظيم ما جرى ويجرى دعته الضرورة إلى الرجوع إلى الحضرة ، فرجع وأقام بها شهرين واعتل ومات في صفر سنة آربع وستين ومافتين . ومات عبيد الله بن خاقان في هذه السنة وكان أحمد بن طولون مجدا في بناء الحصن على الجزيرة ، وقدألزم قواده وثقاته أمره ، وفرقه قطعا ، وألزم كلا منهم قطعة يكد نفسه بالفراغ منها ، ويتعاهدهم هو بنفسه في كل يوم يشرف عليهم ، ولايعلم ان الله عز وجل قد كفاه وأغناه عما يعانيه ، وما يشك أحد أن كل طوبة بنيت فيه نقوم على احمد بن طولون بدرهم صحيح
Page inconnue