Sirat Ahmad ibn Tulun
سيرة أحمد ابن طولون
Genres
ماله مختوما بخاتمه بحاله . . دنانير ، ما عرض له ولا نظر إليه.
فلما رأى أحمد بن طولون اشتداد العلة أحضر خواصه من وجوه قواده وابن مهاجر والواسظي *وقال لهم : استهدوا لنا الدعاء من الناس كافة وسلوهم الخروج إلى الجبل ، والتضرع إلى الله جل اسمه بالمسألة له في عافيته لنا ، فشاع هذا القول منه في الناس ، فخرج المسلمون بالمصاحف الى سفح الجبل ، وتضرعوا إلى الله في أمره بنيات خالصة لمحبتهم له و شكرهم لجميل أفعاله ، وكثرة معروفه وإحسانه ، وصيانتهم عن كل حال يكرهونها منه ، أو من أحد من حاشيته ، مع أمنتهم ورخص اسعارهم ، بمراعاة ذلك وحرصه عليه وحبته له فلما رأى اليهود والنصارى ذلك من المسلمين خرج الفريقان، النصارى معهم الانجيل ، واليهود معهم التوراة ، وفي أيديهم حزم الاس ، وفي أيدي شمامستهم البخور ، يبخرون ببخورهم الذي يتبركون به واجتمعت الجماعة كلها في سفح الجبل ، واعتزل كل فريق منهم على حدة ، يدعون الله عز وجل، ويتضرعون إليه في أن يمن عليه بعافيته فكان يوما عظيما ، وارتفعت لهم ضجة عظيمة هائلة حتى سمعها قصره ، فبكى لذلك ، وتضرع معهم إلى اللهجل اسمه ، والمنية قد قربت كما قال بعضهم وإذا المنية أنشبتأظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع
Page inconnue