Sirat Ahmad ibn Tulun
سيرة أحمد ابن طولون
Genres
إياه فأكل منه ، فماتمكن في معدته حينا حتى تدافع الاوسهال عليه وزاد أمره ، فأحضر أطباء البلد كلهم ، وجعل الذنب لهم ، وقال لهم : أخطأتم في علاجي ، وأرهبهم وأخافهم . وقال للحسن بن زيرك الطبيب ، وكان قد سقاه دواء ممسكا : آحسب آن الذي سقيتي اياه أمس كان غير صواب ، وكذلك ما آسقيتنيه اليوم ايضا فقال : والله ما أسقى الامير إلا ما أجتهد في الصواب فيه ، وأتولى عجنه وعمله بيدي ، وأعلم أنه علاجه وموافق له ، وكل ما تناوله الأمير أيده الله أمس واليوم فمحمود ، زائد في القوة الممسكة وا ينهضها ويقويها في معدتك وكبدك ووضاق صدر ابن زيرك من خطابه له ، فقال : يحتاج الامير ايده الله إلى إحضار جماعة أطباء البلد كلهم ، في غداة كل يوم ، حتى يتمعوا على المشاورة ، ويتفقوا في آمره على ما يسقونه ، فلا يتناول إلا ما أشارت به الجماعة ، واتفقت فيه آراؤهم . فضيق هذا القول صدر أحمد بن طولون فقال : والله لئن لم ينجع في دواو لم وتدبير لم الأاضربن أعناقكم بأسركم ، فما أنتم إلا ممخرقون،وعلىالأعلاء متجنون لا يحصل العليل منكم على شئ في الحقيقة .
فانصرف الحسن بن زيرك من بين يديه وهو قلق بكلامه ، [قد فعل) الخوف منه في قلبه ، وعمل فيه الفكر ، وكان شيخا كبيرا فحميت كبده عليه من الغم الشديد ، وقوي عليه الفكر فاختلط
Page inconnue