308

Le Siraj Munir

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

Genres

• (أنكم ستحرصون) بكسر الراء ويجوز فتحها (على) طلب (الإمارة) يدخل فيها الإمارة العظمى وهي الخلافة والصغرى وهي الولاية على بعض البلاد (وأنها ستكون ندامة وحسرة) قال النووي هذا أصل عظيم في اجتناب الولاية ولا سيما لمن كان فيه ضعف وهو في حق من دخل # فيها بغير أهلية ولم يعدل فإنه يندم على ما فرط منه إذا جوزى بالخزي (يوم القيامة) وأما من كان أهلا وعدل فيها فأجره عظيم كما تظاهرت به الأحاديث ولكن في الدخل فيها خطر عظيم ولذلك امتنع الأكابر عنها (فنعمت) الإمارة (المرضعة) لما فيها من حصول الجاه والمال ونفاذ الكلمة وتحصيل اللذات الحسية والوهمية حال حصولها (وبئست) الأمارة (الفاطمة) عند الانفصال عنها بموت أو غيره وما يترتب عليها من التبعات في الآخرة وقال في النهاية ضرب المرضعة مثلا للإمارة وما توصله إلى صاحبها من المنافع وضرب الفاطمة مثلا للموت الذي يهدم عليه لذاته (خ ن) عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني فذكره) (أنكم قادمون على إخوانكم) أي في الدين (فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم) بتنظيفه وتحسينه (حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس) أي حتى تظهروا للناس كالشامة التي ينظر إليها دون بقية البدن (فإن الله لايحب الفحش ولا التفحش) أي ودم إصلاح ما ذكر يشبه الفحش وفيه ندب تحسين الهيئة والمحافظة على النظافة ما أمكن (حم د ك هب) عن سهل ابن الحنظلية وهو حديث صحيح

• (أنكم مصبحوا عدوكم) بميم مضمومة أي توفونه صباحا (والفطر أقوى لكم) على قتال العدو من الصوم (فأفطروا) قاله حين دنا من مكة للفتح (حم م) عن أبي سعيد الخدري

• (أنكم لن تدركوا) أي تحصلوا (هذا الأمر) أي أمر الدين (بالمغالبة) فادخلوا وسيروا فيه برفق فإن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ابن سعد (حم هب) عن ابن الأدرع بدال مهملة واسمه ملم أو محجن

• (أنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك) من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعزة الإسلام حينئذ وكثرة أنصاره (ثم يأتي زمان من عمل منهم) من أهل ذلك الزمان (بعشر ما أمر به نجا) لعذره حينئذ لضعف الإسلام وقلة أنصاره (ت) عن أبي هريرة

• (أنكم لا ترجعون إلى الله تعالى) قال المناوي أي لا تعاودون مأدبة كرمه المرة بعد المرة (بشيء أفضل مما خرج منه) أي ظهر (يعني القرآن) واعلم أن الخروج على وجهين أحدهما خروج الجسم من الجسم وذلك بمفارقة مكانه واستبداله مكانا آخر وذلك محال على الله تعالى والثاني ظهور الشيء من الشيء كقولك خرج لنا من كلامك نفع وخير أي ظهر وهذا هو المراد فالمعنى ما أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وقد قال قائلون أن الضمير في قوله خرج منه عائد على العبد وخروجه منه وجوده على لسانه محفوظا في صدره مكتوبا بيده وقال بعضهم خرج منه أي من كتابه المبين وهو اللوح المحفوظ (حم) في الزهد (ت) عن جبير بن نفير مرسلا (ك) عنه عن أبي ذر

Page 153