185

============================================================

السيرة المؤيدية الذى لا يتجزأ قلة ، وكانوا هم بعدد الدعى كترة ، لولا أنهم بيوت من الحجسوم خاوية ومن النحيزة (1) خالية ، يأخذون على الدفاع عن حريمهم وأموالهم أجرا ، ويعطون مكان الوفاء غدرا ، ويسكنون فى مساكن الذين بدلوا نعمة الله كفرا ، فلم تزل كل فرقة من أصحابنا ومن التركمانية تضايق أختها حتى دنا أن يتواخذوا باللحى والحلاقيم .

وكانت العيون شاخصة إلى مال محمول من الباب الطاهر إلى حلب على أن يصل إليهم ويتوزعونه فيما بينهم ، فيجعلونه مركبا للمتاجزة ويعبون معه صفوف المنابزة والمقارعة، فلما وصل إلى ابن صالح المال سلمه إلى أخيه المسمى عطيه(1) ليوصله منى إلى حيث ينساق إليهم ، وبستطاق سغلول يد أى الحارث محصوله لديهم ، فغدر عطية به وزواه إلى بعض حصونه، وقطع اللقمة فيه عن حلقومهم ، ولووصل إليهم لكانت التركمانية فى أفواههم لقمة ، ولكان يكشف الله تعالى فى أمرهم غمة عن الخلق أجمعين وظلمة ، فحين أتانى الخبر بذلك رأيت وجه هاري أغبر أقتم ، ولسان فكري ويصيرتي وتديير حالى أخرس أعجم ، بحصولى في "ظل ذي ثلاث شعب لاظليل ولايغنى من اللهب" (2) من مجاورة التركمانى على علمى باتبساط يده إذا سمع يانقياض يد المال ، وارتتاج باب حلب فى وجهى وكانت وجهتى إذا جرى سايؤدى إلى الاجفال ، وكون السلوك فى برية دمشقمع حر الهجير وعدم الماء ومنبتالحبال إن أردت اهمان فى واديها على تصارد(ب) الأحوال وآثرت المنية فى معاطشها على موتة بأيدى التركمانية حفوفة بالانكال ، ثم أنى مددت في الصبر والتماسك نفسا وقيدت نقسى تعليلا ها بلعل وعسى ، فصادفت وجوه الصبر ناضرة ، وعين التوفيف يتعلقى بعلافقه تاظرة ؛ وطال أمد مقام الفريقين من عسكرنا وعسكر التركمانية أحدهما (لا يلقى]() الآخر ، والمسافة بينهما (دون يومكانهما يحران جعل الله بينهما) (د) حاجزا من الذل ، فهذا جامد مع الكثر وذلك جامد على القل ، ولما رأيت بواعث النحاثزر بيتهما لا تنبعث والغصة فى الحلق من اللست لاتبتلع ، كتيت إلى وزير التركمانى المعروف بالكتدرى ما هنه نسخته : (1) في د: الخير. (ب) في د. تصاريف . (ج) في د: يلقي . (د) سقطت فيد.

(1) أبو ذواية عطية بن صالح بن مرداس وهو الذى أوصى اليه أخوه ثمال بن صالح بحلب فى ذى القعدة سنة 454 ه. ولكن انتزعها مته اين اخيه محمودين شبل الدولة نصر بن صالح وسار عطية إلى الرقة فملكها ولم يزله بها حتى أخذها منه شرف الدولة مسلم بن قريش سنة 463* وغزا طية الروم فمات بالقسطنطينية سنة460ه.

(2) سورة المرسلات آية .31،3.

Page 185