245

La Sira et les chroniques des califes

السيرة النبوية وأخبار الخلفاء

Maison d'édition

الكتب الثقافية

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

1417 AH

Lieu d'édition

بيروت

فإذا قدمت فالكيس الكيس» ! ثم قال: «أتبيع جملك»؟ فقلت: نعم، فاشتراه منه بأوقية، ثم قدم المدينة ﷺ، قال جابر: فوجدته عند باب المسجد فقال: «الآن قدمت»؟ قلت: نعم، قال: «فدع جملك وادخل المسجد فصل ركعتين»، فدخلت فصليت ركعتين، ثم أمر بلالا أن يزن «١» لي أوقية، فوزن لي فأرجح في الميزان، فانطلقت حتى إذا وليت فقال: «ادعوا لي «٢» جابرا»، قلت: الآن يرد علي الجمل، وليس شيء أبغض إلي منه، قال: «خذ جملك ولك ثمنه» «٣» .

(١) وقع في ف «يذن» مصحفا.
(٢) في ف «ادعوني» .
(٣) رويت هذه القصة في سيرة ابن هشام بما نصه «قال ابن إسحاق وحدثني وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله ﵄ قال: خرجت مع رسول الله ﷺ إلى غزوة ذات الرقاع من نخل على جمل لي ضعيف، فلما قفل رسول الله ﷺ قال: جعلت الرفاق تمضي وجعلت أتخلف حتى أدركني رسول الله ﷺ فقال: «مالك يا جابر»؟ قال قلت: يا رسول الله! أبطأ بي جملي هذا، قال: «أنخه»، قال: فأنخته وأناخ رسول الله ﷺ ثم قال: «أعطني هذه العصا من يدك- أو اقطع لي عصا من شجرة»، قال: ففعلت، قال: فأخذها رسول الله ﷺ فنخسه بها نخسات، ثم قال: اركب، فركبت فخرج والذي بعثه بالحق يواهق ناقته مواهقة، قال: وتحدثت مع رسول الله ﷺ فقال لي: «أتبيعني جملك هذا يا جابر»؟ قال قلت: يا رسول الله! بل أهبه لك، قال: «لا ولكن بعنيه»، قال قلت: فثمنيه يا رسول الله! قال: «قد أخذته بدرهم»، قال قلت: لا، إذن تغبنني يا رسول الله! قال: «بدرهمين»؟ قال قلت: لا؛ قال: فلم يزل يرفع لي رسول الله ﷺ في ثمنه حتى بلغ الأوقية، قال فقلت: أفقد رضيت يا رسول الله؟ قال: نعم، قلت: فهو لك، قال: «قد أخذته»؛ قال ثم قال: «يا جابر! هل تزوجت بعد»؟ قال قلت: نعم يا رسول الله! قال: «أثيبا أم بكرا»؟ قال قلت: بل ثيبا، قال: «أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك»؟ قال قلت: يا رسول الله! إن أبي أصيب يوم أحد وترك بنات له سبعا فنكحت امرأة جامعة تجمع رؤوسهن وتقوم عليهن، قال: «أصبت إن شاء الله، أما إنا لو قد جئنا صرارا أمرنا بجزور فنحرت وأقمنا عليها يومنا ذاك وسمعت بنا فنفضت نمارقها»، قال قلت: والله يا رسول الله ما لنا من نمارق، قال: «إنها ستكون! فإذا أنت قدمت فاعمل عملا كيسا»، قال: فلما جئنا صرارا أمر رسول الله ﷺ بجزور فنحرت، وأقمنا عليها ذلك اليوم، فلما أمسى رسول الله ﷺ دخل ودخلنا؛ قال: فحدثت المرأة الحديث وما قال لي رسول الله ﷺ، قالت: فدونك سمع وطاعة، قال: فلما أصبحت أخذت برأس الجمل فأقبلت به حتى أنخته على باب رسول الله ﷺ، قال: ثم جلست في المسجد قريبا منه، قال: وخرج رسول الله ﷺ فرأى الجمل فقال: «ما هذا»؟ قالوا: يا رسول الله!

1 / 250