Cinéma et Philosophie : Que peuvent-ils s'apporter mutuellement ?
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Genres
حسنا، قبلني سريعا إذن قبل أن تستيقظ.
يبدو أن كويد واقع في مأزق تشككي؛ فعلى الرغم من صحة معتقداته (صحتها في عالم «استعادة كاملة» الخيالي)، كما يتضح لنا، هو على ما يبدو لا يعرف حقا ما إذا كانت صحيحة. ربما كان جالسا بالفعل على جهاز زرع الذكريات يعاني آثار الانسداد الدموي الفصامي (وذلك مصطلح رائع بالمناسبة، لا يعني شيئا في واقع الأمر، لكن هذا لن يمنعنا من استخدامه قدر وسعنا). بالتأكيد يفسر المتشكك ورطة كويد على هذا المحمل. وسيصر على أننا جميعا نخوض نفس الموقف المعرفي الذي يمر به كويد. نحن نكتسب جميع معتقداتنا تقريبا عن العالم من حواسنا، ويؤمن المتشكك أنه «حتى في حالة صحة تلك المعتقدات كلها (وهو لا يسلم ها هنا بأنها حقيقية)، فإنها لا تعتبر معرفة.» على أي أساس يدعي المتشكك ذلك؟ فرغم كل شيء، كويد هو بطل فيلم يروي قصة عجيبة؛ يوجد ما يبرر المأزق التشككي الذي يقع فيه. لكن ماذا عنا؟
الحجة الشكوكية
يزعم المتشكك أنه إذا كانت حواسنا تخبرنا بالحقيقة؛ فنحن إذن لا نعاني من انسداد دموي فصامي (يتسبب في جعلنا نخوض تجارب ونؤمن بمعتقدات وهمية). لكننا لا نعرف ما إذا كنا نعاني من انسداد دموي فصامي أم لا. إذن نحن لا نعرف ما إذا كانت حواسنا تخبرنا بالحقيقة أم لا. يعتقد المتشكك أن هذه الحجة تنطبق علينا جميعا، في جميع الأوقات (لا استنادا فحسب إلى احتمالية إصابتنا بانسداد دموي فصامي، فتلك مجرد أداة؛ فأي مأزق تشككي مشابه سيصلح). ربما يبدو واضحا أن كويد لا يستطيع أن يعرف ما إذا كانت فرضية الانسداد الدموي الفصامي صحيحة أم لا. فأمامه العديد من الأدلة التي تثبت صحتها، وحتى إذا كنا «نحن» نعرف أن هذه الأدلة مضللة، فإنه «هو» لا يعرف. ومحاولته تفنيد الفرضية (الاستنتاج القائم على قطرة العرق) تفشل فشلا ذريعا عند فحصها عن قرب. كويد عالق في مأزقه إذن. لكن هل يمكننا نحن استبعاد هذا النوع من الفرضيات؟
5
يتذكر كويد أنه ذهب إلى شركة ريكال؛ لقد وقع ضحية لفضوله وطبيعته الواثقة. لكننا لم نرتكب بعد فعلا أحمق كهذا، على الأقل بقدر ما نستطيع التذكر. حسنا ربما خضنا بالفعل مغامرة أشبه بمغامرة ريكال، لكن جميع ذكرياتنا عنها قد محيت من عقولنا. إذا كان ذلك قد «حدث»، فليس بوسعنا الجزم بحدوثه؛ ومن ثم تصبح الحجة كالتالي: إذا كان هذا الحدث «لم يحدث» لنا، فإننا لا نستطيع الجزم بأنه «لم يحدث». وسواء حدث أم لم يحدث لنا، لن نعرف في أي من الحالتين. تلك هي السمة العامة للفرضيات التشككية. لا نستطيع إثبات زيفها على نحو حاسم؛ لأن جميع المعلومات التي قد نستخدمها لإثبات زيفها هي معلومات من المحتمل أنها زرعت في رءوسنا كجزء من الفرضية. الفرضيات التشككية هي الشكل الأوضح من نظريات المؤامرة.
هذا هو النهج التعليلي الذي نجده لدى المتشككين: لا يمكننا الجزم بزيف الفرضيات التشككية لأننا عاجزون عن الوصول إلى المعلومات التي تثبت لنا زيفها، وبما أننا ندرك أنه كي تعمل حواسنا كما ينبغي، لا بد من إثبات زيف تلك الفرضيات، فإننا لن نعرف أبدا ما إذا كانت حواسنا تعمل على نحو سليم. بعبارة أخرى، نحن لا نكتسب أي معرفة من حواسنا (مطلقا).
كيف نرد على حجة كتلك؟ علينا أولا شرحها بمزيد من الدقة، بحيث نفصل بين المقدمات المنطقية المتنوعة والاستنتاج. ستظل فرضيتنا التشككية ها هنا هي الوهم الناتج عن انسداد دموي فصامي، ولو أن فرضيات تشككية أخرى تصلح كذلك للغرض نفسه. (سوف نلخص هذه الفرضية في الزعم التالي: «أنا أحيا في وهم».) (1)
أنا لا أعرف ما إذا كنت غير موهوم (ولا أعرف كذلك ما إذا كنت أحيا في الوهم أيضا، لكن تلك مسألة أخرى). (2)
أعرف أنه إذا كانت حواسي تنقل لي الحقيقة، فإنني لست موهوما. (3)
Page inconnue