فصاحب هذا لا تظهر فى عينيه حمرة فى عروقه. وتسرع إليه الآفة، والضرر من الأسباب الباردة اليابسة. ولذلك تكون صحته صحة مضطربة، مختلفة، لأنه ربما كان خفيف الرأس جدا. ومجاريه نقية من الفضول. وربما أصابته النزلة، والزكام سريعا من أدنى سبب. وحواسه فى شبيبته صافية، لا قلبة بها بتة. وإذا تمادت بهم السن، خمدت، وضعفت سريعا. وبالجملة: فإن الشيخوخة تسرع إليه فى الرأس بجميع ما فيه. ولذلك يسرع إليه الشيب. ويبطئ نبات الشعر على رأسه بعد ما يولد جدا، ويكون رقيقا جدا، ضعيفا، أشقر إلى الصفرة. فإذا تمادى به الزمان، إن كانت غلبة البرد أكثر من غلبة اليبس، لم يحدث له الصلع. وإن عرض له خلاف ذلك حتى تكون غلبة اليبس على الرطوبة كثيرة جدا، وغلبة البرد على الحرارة يسيرة، حدث له الصلع.
وأما المزاج الرطب البارد إذا غلب على الدماغ فإنه يغلب على صاحبه السبات، والنوم. وتكون حواسه رديئة. وتكون الفضول فيه كثيرة. ويسرع إلى رأسه البرد. ويحدث له الامتلاء سريعا. وتسرع إليه النزلة، والزكام. وليس يحدث لصاحب هذه الحال الصلع.
Page 51