فإن كان مع حرارة الدماغ رطوبة، وكان فضلهما جميعا على الاعتدال فضلا يسيرا، فمن علامات صاحبه أن يكون حسن اللون. وإذا لمست الرأس منه، وجدته حارا. وإذا تأملت عينيه، وجدت فيهما عروقا غلاظا. وتجد الفضول فى مجارى الدماغ منه كثيرة النضج، مائية قليلا. وتجد الشعر سبطا، أشقر يضرب إلى الحمرة. وليس يحدث لصاحب هذه الحال الصلع سريعا. ويحدث له الامتلاء، والثقل فى رأسه من الأشياء المسخنة، ولاسيما إن حدثت مع السخونة رطوبة. وعند ذلك تكثر الفضول فى مجارى الدماغ.
ومتى كان فضل رطوبة الدماغ وحرارته عن الاعتدال فضلا كثيرا جدا، كان صاحبه كثير العلل فى رأسه. وكانت الفضول فيه كثيرة. وتسرع إليه الآفة، والضرر من الأشياء الرطبة، المسخنة. والجنوب من أضر الأشياء، وأردأها لصاحب هذه الحال، وأحسن حالاته تكون إذا هبت الشمال. وليس يقدر أن يلبث منتبها زمانا طويلا. وإذا طلب النوم، عرض له فيه سبات مع أرق، وتخيل فى الأحلام. وبصر صاحب هذه الحال كدر، وحواسه غير صافية.
Page 48