الحمد لله كما ينبغى لعظيم جلاله ، وله الشكر على ما آلى من عميم افضاله ، وصلوات الله وسلامه على الممدود بإ كرامية جلاله ، المرجوح من سواه براجحية أحواله، المتمم مكارم الأخلاق ببعثته وارساله ، المكرمة ذاته وأدواته بعصمته فى أقواله وأفعاله ، وعلى كافة أهل بيته وأصحابه وآله .
أما بعدبه
فهذا مؤلف سميته ب (السمط العمين ] ، جمعت فيه ما ورد فى مناقب أمهات المؤمنين، مشتمل على كمية عددهن ، معرفأ كريم محتدهن، مبيتا عبو درجتهن ، منبها على تفاوت مرتبتهن (1) ، حايما وزد ما طفرت به في حق كل واحدة إجمالا وتفصيلا ، جامعا لما نقل فيهن عنه معلله ، مما يخص ويعم ... تشريفا وتفصيلا ، عازيا كل حديث إلى أصله المنقول عنه ، كاشفا لإيضاح غريب ما أشكل منه ، راجيا من الله تعالى جميل القصد ، وجزيل الثواب ، والفوز ببلوغ جنة الماب بمنه وكرمه وطوله وقدرته وحوله .
وجملته تشتمل على مقدمة وأبواب :
أما المقدمة فمشتملة على بيان جملتهن ، وكمية المشهورات منهن وأنسابهن وترتيب تزويجهن .
(ذكر جملة المشهورات من نسائه - عيالله - وأنسابين)
وهن إحدى عشرة امرآة ، ست من «قريش » . 1- (خديجة بنت خويلد) بن عبد العزى بن قصى بن كلاب بن مرة بن
كعب بن لؤى .
Page 13
2- و (عائشة) بنت أبي بكر بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى. 3 - و (حفصة) بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن
عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى . 4- و (أم حبيبة) بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى . 5 - و (أم سلمة) بنت أبى أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى . 6- و (سودة بنت زمعة) بن قيس بن عبد شمس بن عبدؤد بن نصر بن مالك بن حسل. بن عامر بن لؤى. وأربع عربيات، وهن : 1- (زينب بنت جحش ) بن رثآب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم ابن دودان بن أسد بن خزيمة . 2 - و (ميمونة بنت الحارث) (1) بن حزن بن بجير بن هزم بن رؤبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان . الهلالية - . 3 - و (جويرية بنت الحارث) (7) بن أبى ضرار - الخزاعية ، ثم المصطلقية . وواحدة غير عربية ، من بنى إسرائيل، وهى : - (صفية بنت حيى بن أخطب) من «بنى النضير» . وقد ذكر فى أزواجه - م - غير هؤلاء ، وسيأتى لهن باب يذكرن فيه بعد ذكر هؤلاء . إن شاء الله تعالى .
Page 14
وهؤلاء المشهورات من نسائه ، متفق عليهن، لم يختلف فيهن اثنان. مات عنده اثنتان : 1 - «خديجة » 2 - و «زينب » - (بنت خزيمة) - ، أم المساكين . رضى الله عنهن . ومات « عالمه » عن تسع ؛ ولا خلاف فى أن أول امرأة تزوج بها منهن «خديجة »- رضى الله عنها . ، وأنه لم يتزوج عليها حتى ماتت . واختلف فى ترتيب البواقى من الاتفاق على نكاح جملتهن .
(ذكر ترتيب تزويجهن)
(فما ذكره «ابن إسحاق» وذكر صداقهن) تزوج رسول الله عياللن خديجة بنت خويلد ، ولم يتزوج قبلها ولا عليها ، حتى ماتت، ثم «عائشة»، زوجها منه أبوها، وأصدقها أربعمائة درهم ؛ ثم اسودة بنت زمعة»(1) ؛ زوجه إياها «سليط بن عمرو»؛ ويقال : «أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس» وأصدقها آربعمائة درهم . وتزوج «زينب بنت جحش »؛ زوجه إياها أخوها «أبو أحمد بن جحش»؛ وأصدقها أربعماية درهم ؛ وتزوج «أم سلمة ». «هند» - زوجه إياها ابنها «سلمة بن أبي سلمة»، وأصدقها فراشأ حشوه ليف ، وقدحا وصحفة ومحشة . وتزوج «حفصة بنت عمر»؛ زوجها منه أبوها «عمر» ، وأصدقها أربعمائة درهم . وتزوج « أم حبيبة »- «رمآلة بنت أبى سفيان» ، ووجها منه «خالد بن سعيد بن العاص» ب «الحبشة » ، وأصدقها عنه « النجاشى» أربعمائة دينار ، وهو الذى كان خطبها على النبى عيال. وتزوج « جويرية» - الخزاعية - ، وفيها خلاف ، سيأتى فى بابها إن شاء الله فتعال
Page 15
وتزوج «صفية بنت (حيى)(1) بن أخطب» ، سباها من «خيبر»، واصطفاها لنفسه ، وجعل عثقها صداقها . وتزوج «ميمونة» - الهلالية - ، زوجه إياها «العباس بن عبد المطلب» ، وأصدقها «العباس» عن رسول الله أربعمائة درهم . ويقال : إنها وهبت نفسها للنبى له. وتزوج «زينب بنت خزيمة»- أم المساكين . ، زوجه إياها «قبيصة بن عمرو الهلالى» وأصدقها رسول الله لله أربعمائة درهم ، وسميت «أم المساكين» لرحمتها إياهم ورقتها عليهم هذا ما نقله «ابن إسحاق» في أن صداقه لأكثر أزواجه أربعماية درهم . وقد روى «مسلم» عن «عائشة » - رضى الله عنها . قالت : - (كان صداق رسول الله تالله لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشا ، قالت : - أتدرى ما الش 4 قلت : - لا، قالت : - نصف أوقية ، فذلك خمسمائة درهم ، فذلك صداق رسول الله علذ لأزواجه ] . وهذا أولى بالصحة ، لأنه متفق على صحته ، ولأن راويه معه زيادة علم . وسنذكركل واحدة منهن فى باب يتضمن نبذا من مناقبها وأخبارها إن شاء الله تعالى . (ذكر فضيلة جملتهن) عن «ابن عباس »- رضى الله عنهما - ؛ وقد قيل له بعد صلاة الصنح : ماتت فلانة
Page 16
البعض أزواج النبى ملته ؛ فسجد، فقيل له : - أتسجد هذه الساعة 4() فقال: - أليس قال رسول الله عال : ( إذا رأيتم آية فاسجدوا ..] فأى آية أعظم من ذهاب أزواج النبى عآللهء !! - ورضى الله عنهن - - خرجه الترمذى وقال : حديث حسن، صحيح، غريب. . (ذكر عدله علل بين نسائه . رضى الله عنهن.)
عن عائشة رضى الله عنها . قالت :
[كان رسول الله عبالل إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها سافر بها معه].
وكان رسول الله علالم يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير « سؤدة» جعلت يومها ل «عائشة» تبتغى بذلك رضاه له .
وكان عيلله يعدل بين نسائه ويقول :
- ( اللهم هذا قسمى فيما أملك ، فلا تلمنى فيما تملك ولا أملك ] - يعنى من حب بعض آكثر من بعض .
عن «عائشة » رضى الله عنها قالت :
- [كان رسول الله عالله لا يفضل بعضنا على بعض فى القسم ، وكان قل يوم يلى إلا ويطوف علينا جميعا ، ويدنو من كل امرأة من غير ميس حى يبع التى هى توبتها ، فيبيت عندها ].
وفا رواية: [يقبل بعد].
وعن « أنس » قال :
Page 17
- [كان لرسول الله تسع نسوة ، وكان إذا قسم بينهن لا ينتهى إلد المراه ا5د وني پد بعد نسع ليال، ولكن كان يجمعهن كل ليله عند الى هو حده ]. وعن «أنس» رضى الله عنه : - (كان رسول الله يدور على نسائه فى الساعة الواحدة من الليل وتهار» وهن إحدى عشرة امراة.. فقيل ل « أنس » : - وهل كان يطيق ذلك؟ قال : - كنا نقول إنه أعطى قوة ثلاثين] وعنه قال : - (كان لرسول الله عل ملحفة مورسة ، تدور على نسائه ، يعنى كل ليلة تكون عند امرأة جىء بها ، وربما رش عليها الماء ليكون أزكى لريحها ] خرجه «الملا » -.
[ذكر رعايته لهن ]
روى : [ أنه علله دخل عليهن وأعطى كل واحدة منهن درهما صحيحا ، وقال . لا تخبرى به أخواتك ، فإن ما أعطيتك لم أعطهن ] - يعى الدرهم الذى أعطاها ما أعطاه لغيرها ، طلبا لمرضاتهن أخرجه «الملا» أيضا .
[ ذكر محادثته لهن وسمره معهن] فيه حديث «أم زرع» وسياى ى مناقب «عائشة» . عن «عائشة » رضى الله عنها قالت : - (كان رسول الله عيل يحد نساءه حديك النفر الذين خطبوا المرأة
Page 18
وجعلوا صفاتهم إلى أحدهم ليصف لها كل واحد منهم لتأخذ منهم من احبت فتتزوجه بعد آن سمعت صفته] وكان رسول الله متاللة يقول فى حديثه : ( خذى منى أخى ذا البجل : إذا رعى القوم غفل ، وإذا سعى القوم نسل ، وإذا عمل القوم اتكل ، وإذا قرب الزاد أكلن ، قريب من نضيج ، ومن نيىء بعيد ، فلحيا لصاحبنا لحيا]. فقالت المرأة : لا حاجة لى في هذا . فقال : - خذى منى أخى ذا البجلة ، يخصف نعلى ويحمل ثقلى وثقله ويرحل رحلى ورحله ويتر نبلى ونبله ، وإذا حل يومه قدمت قبله . فقالت المرأة : - هذا حمارك لا حاجة لى به . قال: - خذى منى أخى ذا الأسد ، جواب ليل سرمد ، ركاب بحر مزبد ، أقبل من رأينا اللص ملحد ، وأورى من رأينا لزند يزند . قالت : - هذا اللص .. لا حاجة لى به ، قال : - خذي مني أخى ذا النمر ، حييآ خفر ، شجاع ظفر ، وهو خير من ذلك إذا شكر ... قالت : - هذا شكس لا حاجة لى به . قال : - خذى منى أخى ذا الحمة ، يهب المائة البكرة السنمة ، والمائة البقرة
Page 19
العممة ، والمائة الشاة الزنمة ، [ أو قال : الزلمة ]) ؛ وإذا أتت ليلته على عاد مظلمة ، رئب ريوب الكعب وولاهم شربه .. ، وقال : أكفونى الميمنة أكفيكم المشأمة ، وليست فيه لعثمة ، إلا أنه ابن أمه ؛ قالت : - أخذته ... ، هذا عيب يسير . قال لها : - كما أنت قد بقى خذى منى أخى ذا العفاق ، صفاق آفاق يعلم الناقة والساق ، عليه من الله إثم لا يطاق ... قلت : - قد أخذته . . قال : -كما أنت قد بقى خذى منى أخى : حربنا إذا غزونا ، وآخرنا إذا استجبنا ، وعصمة أبناثنا إذا سنونا وفاصل خطة أعيت علينا . قالت : - قد أخذته اقال : - كما أنت ، فقد بقيت أنا قالت : - فحدثنى عن نفسك ! !
قال : - أنا «لقن بن عاد» لعاديه « عماد » ، إدا اصطجعت لا اجلنطى ، ولا تملأ رئتى جنبي ، إن أرى مصمعى فحداه تمع، وپن د ارى مصمعى فوخ يصلع،
فقالت : - لا حاجة لى بك فأنت سارق قد أخذت حربنا.
Page 20
وكان رسول الله إلله كلما قال : خذى منى أخى ... كذا وكذا .. يقول بعض نسائه ، وفى بعض الطرق « أم حبيبة» : قد أخذت يا رسول الله ... فيقول : - زويدك فإنى لم أفرع من حديثهم .
وفى رواية :
- لا تعجلى ، قد بقي.] (1) - ذكره «الملا» فى سيرته وغيره -
Page 21
ذكر خدمته علال فى مهنة أهله] عن عائشة رضى الله عنها أنها سثلت : - [ماكان رسول الله ه يصنع إذا دخل بيته ؟ قالت : - كما يصنع أحدكم ، يشيل هذا ، ويحط هذا ، ويخدم فى مهنة أهله] وفى رواية : (كان عللل يخدم فى مهنة أهله ويقطع لهم اللحم ، ويقم البيت ، ويعين الحتادم في خدمته2
ذكر الحث على برهن والصبر عليهن ] عن عائشة رضى الله عنها : [ أن رسول الله صلاللم كان يقول : - إن أمركن لما يهمنى بعدى ، ولن يصبر عليكن إلا الصابرون]
- خرجه الترمذى وقال : حسن صحيح.
Page 22
الباب الأول
في ذكر
«خديجة بنت خويلد »
القرشية الأسدية
قال «الزبير بن بكار» : - وكانت تدعى في الجاهلية : (الطاهرة] . أمها : فاطمة بنت زائدة بن الأصم حبيب بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن لؤى.
( ذكر من تزوجها قبل النبى له] قال «ابن شهاب» : - تزوجت « خديجة» قبل النبى رجلين . الأول منهما « عتيق بن عائذ ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم» فولدت له «حارثة »: ثم خلف عليها بعده «أبو هالة التميمى » وهو «بنى أسيد بن عمير» فولدت له رجلا . قال «ابن إسحاق» : - تزوجت وهى بكر « عتيق بن عائذ» ثم هلك عنها فتزوجها » أبو هالة مالك بن النباش بن زرارة» أحد بنى عمر بن تميم حليف بنى عبد الدار فولدت له رجلا وامرأة ، ثم هلك عنها فتزوجها رسول الله عللة. وقال الدارقطنى :
Page 23
- ابو هالة مالك بن النباش بن زرارة . وعن «قتادة » مثله ، قال : - « أبو هالة : هند بن زرارة بن النباش فولدت له : هند بن هند . وروى عن ابن شهاب أنه تزوجها أولا « أبو هالة» ثم بعده « عتيق» ذكره «الدولابي» و«أبو عمر » ، وصحح «أبو عمر» قول «ابن شهاب» الثانى ، ولم يذكر «ابن قتيبة» غير الأول (1) .
Page 24
ذكر تجارة النبى علال بمال خديجة
قبل أن يتزوجها] قال «محمد بن إسحاق» : - كانت «خديجة » - رضى الله عنها - امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال فى مالها، وتضاربهم عليه بشىء تجعله لهم منه ، وكانت « قريش» قوما تجارا ، فلما بلغها عن رسول الله }ه ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه ، بعثت إليه ، فعرضت عليه أن يتجر لها فى مالها ويخرج إلى الشام وتعطيه أفضل ماكانت تعطى غيره من التجار ، مع غلام لها يقال له «ميسرة ». فقبله منها رسول الله وخرج فى مالها ذلك، ومعه غلامها «ميسرة» حتى قدم الشام ، فنزل رسول الله } فى ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان ، فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال : من هذا الرجل الذى نزل تحت هذه الشجرة 3 فقال له ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم ...
فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ...
ثم باع رسول الله عل سلعبه انبى حرج به، ولرى ما أراد ، ثم أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة ، فكان فما يزعمون يهون . - إذا كانت الهاجرة واشتد الحر نزل ملكان يظلانه من الشمس ومويسير على بعيره . فلما قدم مكة على خديجة بما جاء به فأضعف أو قريبا ، وحدثها ميسره عن قلت : لا أدرى ... قال : هذه خديجة بنت خويلد زوجة محمد ابن أخى هذا الذي ترى ، حدثنا أن ربه : رب السياوات والأرض ، أمره بهذا الدين الذى بعث عليه ..، .ولا - والله -ماعلمت على ظهر الأرض كلها على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة
ال عفب فتمنيت بعد أن كنت رايعهم . (أ.ه) .
Page 25
قول الراهب ، وما كان يرى من إظلال الملكين إياه ، بعثت إلى رسول الله عل نهه فقالت له فيما يزعمون :
-يا ابن عم، إنى قد رغبت لقرابتك منى وشرفك في قومك وسطتك (1) فيهم وأمانتك عندهم وحسن خلقلك وصدق حديثك ..
ثم عرضت عليه نفسها ، وكانبل امرأة حازمة لبيبة شريفة ، وهى يومئذ أوسط قريش نسبا ، وأعظمهم شرفا ، وأكثرهم مالا ، كل من قومها قد كان حريصا على ذلك منها لو يقدر ...
فلما قالت لرسول الله عمالله ما قالت ، ذكر رسول الله يتماللم ذلك لأعمامه ، فخرج معه حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه ، فتزوجها رسول الله يالة وأصدقها رسول الله عالم ، ولم يتزوج عليها حتى ماتت ، وولده كلهم منها ، غير إبراهيم فإنه من مارية القبطية - وسيأتى ذكرها.
وقد كانت خديجة - رضى الله عنها - ابنة خويلد ، قد ذكرت ل «ورقة بن نوفل» -وكان ابن عمها - ، وكان نصرانيا قد تنبع الكتب ، وعلم من علم الناس ما ذكر لها غلامها ميسرة قول الراهب ،وما كان يرى منه إذاكان الملكان يظلانه في القافلة .
فقال ورقة :
- لئن كان هذا حقا يا خديجة ... إن محمدا نبى هذه الأمة .. . وقد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر» هذا زمانه - أو كما قال - .
فجعل ورقة يستبطىء الأمر ويقول : حتى متى !؟
وعن ابن شهاب الزهرى قال :
Page 26
- لما استوى رسول الله عليلل وبلغ أشده ، وليس له كثير مال ، استأجرته خديجة - رضى الله عنها . بنت خويلد إلى سوق جعاشة وهى سوق ب «تهامة» ، واستأجرت معه رجلا آخر من قريش ، فقال رسول الله علله وهو يحدث عنها : - [ما إن رأيت من صاحبة لا خير خيرا من خديجة ، ما كنا نرجع أنا وصاحبى إلا وجدنا عندها تحفة من الطعام تخبئه لنا/ (1)
ذكر تزويج خديجة - رضى الله عنها.
رسول الله علله
قد تقدم فى الذكر إلقاء طرف منه ، وقد روى ابن إسحاق فى قصة التزويج ما تقدم ، وزاد فى طريق آخر : - وحضر أبو طالب ورؤساء مضر، فخطب آبو طالب فقال : الحمد لله الذى جعلنا في ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضثضىء معد وعنصر مصر وجعس حضنة بيته وسواس حرمه ، وجعل لنا بيتا محجوبا وحرما آمنا وجعلنا الحكام على الناس ، ثم ابن أخى هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل إلا ربح به نا كين ثان ي المان قل صين المال صل ركل وآمرحائل، ومحمد من قد عرهم فراببه ، وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها من الصداق ما آجله
Page 27
وعاجله من مالى كذا ، وهو - والله - بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل (1) . فتزوجها . قال ابن إسحاق : -وزوجه إياها أبوها خويلد بن أسد ، ويقال : أخوها عمرو بن خويلد، وأصدقها رسول الله عشرين بكرة . ولا تضاد بين هذا وبين ما تقدم ، إذ يجوز أن يكون أبو طالب أصدقها ، وزاد عهالل ذلك في صداقها، فكان الكل صداقا . وقد ذكر الدولابي وغيره أن النبى عتلل أصدق خديجة - رضى الله عنها. اثنتى عشرة أوقية ذهبا . ويكون ذلك أيضا زيادة على ما تقدم . وعن ابن شهاب الزهرى قال : قال رسول الله لله : [لما رجعنا من سوق حباشة قلت لصاحبى : - انطلق بنا تتحدث عند خديجة . قال : - فجئناها ... فبينا نحن عندها دخلت عليها مستنسية من مولدات قريش ، قالت :
Page 28
- أمحمد هذا 11! والذى يحلف به آن جاء لخاطب .. قال : _ قلت : كلا.. قال : - فلما خرجت أنا وصاحبى قالت : - ولم تعتذر من خطبة خديجة ، فوالله مامن قرشية إلا تراك كفؤأ . قال: - فرجعت أنا وصاحبى إليها مرة أخرى ... قال : -قدخلت تلك المستنسية فقالت : أمحمد هو...» والذى يحلف به أن جاء الخاطب . قال : - فقلت على حياء : أجل .. قال : - فلم تقصر ولاء أختها ... قال : - فانطلقت إلى أبيها خويلد بن أسد بن عبد العزى وهو ثمل من الشرب فقلنا : - هذا ابن أخيك محمد بن عبد المطلب (1) يخطب خديجة ... فدعاه فسأله عن ذلك ، فخطب إليه ، فأنكحه . قال : فخلفت خديجة إياها وحلت عليه حلة ودخل بها رسول الله عاياللم . فلما صحا الشيخ من سكره ، فقال : ماهذا الخلوق وما هذه الحلة ؟ قالا نه ابسه - أخت خديجة :
Page 29
-هذه خلة كسا كها ابن أخيك محمد بن عبد المطلب ، أنكحته خديجة ، وقد دخل عليها، وبنى يها ..
فأنكر الشيخ ، ثم صار إلى أن سلم واستحيا .
فلبث رسول الله عهله حتى ولدت منه أولاده .
وعن ابن عباس - رضى الله عنهما. :
-6 أن رسول الله يإلله ذكرل » خديجة » ، فصدقت طعاما وشرابا ، فدعت أباها ونفرا من قريش ، فطعموا وشربوا ، فقالت خديجة - رضى الله عنها . : - إن محمد بن عبد الله علاله يخطبنى ... فزوجها إياه ، فخلفته وألبسته ... ، وكذلك كانوا يصنعون إذا زوجوا نساءهم ](1). وعن جابر بن سمرة. وغيره . قال : (كانت خديجة - رضى الله عنها - تبعث إلى النبى علة بالشىء ليبعث به إلى أبيها حتى يرغب فيزوجه ](2) . فال أبو عمر : - لا يختلفون فى أن رسول الله عالل لم يتزوج قبل البعثة غير خديجة - رضى الله عنها - ولا تزوج عليها حتى ماتت . وكان سنها يوم تزوجها رسول الله عل لل أربعين سنة ، وقامت معه أربعا وعشرين سنة ، وتوفيت وهى ابنة أربع وستين سنة وستة أشهر . وكان رسول الله مللك يوم تزوجها ابن إحدى وعشرين سنة ، وقيل خمس وعشرين - وعليه الأكثر - ، وقيل ثلاثين . وأجمعوا على أن أولاده كلهم منها ، غير إبراهيم على ما قررنا في مناقب ذوى العربي.
Page 30
[ذكر وليمته ملله على خديجة . رضى الله عنها ] ذكر الملا فى سيرته : - أن النبى علله لما تزوج خديجة - رضى الله عنها - ذهب ليخرج ، فقالت ه: - إلى أين يا محمد ... إذهب وانحر جزورا ، أو جزورين ، وأطعم الناس . ففعل ذلك ملله ، وهى أول ويمة أولمها علله .
ذكر إسلام خديجة . رضى الله عنها] عن الزهرى قال : -(كانت خديجة - رضى الله عنها - أول من آمنت برسول الله علا من النساء والرجال ](1). وعن أبي رافع . رضى الله عنه - قال : - [ نبىء رسول الله عاللم يوم الاثنين (أو بعث) ؛ وصلت خديجة آخر يوم لاثنين] وعن ابن عباس - رضى الله عنهما. مثله . قال ابن إسحاق : - (كانت خديجة بنت خويلد أول من آمن بالله ورسوله وصدق ب« محمد» ل فما جاء به ، ووازرته على أمره) . ذكر ذلك كله أبو عمر . وعن الحكم بن عقيبة قال : - [خديجة أول من صدق ، وعلى أول من صلى إلى القبلة ](2) . وعن ابن عباس . رضى الله عنهما. قال :
Page 31
- [بعث الله عز وجل محمدا على رأس خمس وستين من بنيان الكعبة ، فكان أول شىء أراه الله تعالى من النبوة الرؤيا فى المنام ، فشق دلك عليه ، والحق ثقيل والإنسان ضعيف ، فذ كر ذلك رسول الله عتاله لزوجه خديجة بنت خويلد، فعصمها الله عن التكذيب، فقالت .: -أبشر، فإن الله لا يصنع بك إلا خيرا .. قال ابن عباس . رضى الله عنهما.- : - ثم استعلن له جبريل وهو بأعلى مكة من مبد چراء فوضع يده على رأسه وفؤاده وبين كتفيه وقال له : -لا تخف . واجلسه معه على مجلس كريك جميل معجب . وكان يل يقول : - أجلسنى على بساط كهيثآة الدرنوك ، فيه من الياقوت واللؤلؤ . . وبشره برسالة الله حتى اطمأن النبى ع ، ثم قال له : - إقرأ ... قال : -كيف أقرأ 4 اقال :
{إقرأ باسم ربك الذى خلق . خلق الإنسان من علق . إقرأ وربك الأكرم . الذى علم بالقلم . علم الإنسان مالم يغلم } (1) فقبل الرسول رسالات ربه ، واتبع الذى جاء به جبريل من عند رب العرش العطم . فلما قصى الله الدى امر به الصرف رسول الله عليك متفلبا إلى اهله * يانى على حجر ولا شجر إلا وسلم عليه : - سلام عليت يا رسونا* ..
Page 32