ومن حكمه التي كان يكتبها لخواص إخوانه بخط يده المباركة: قال: فصل يقول الله: أنا العوض الحاضر عن كل غايب وحاضر، مخوف دون النار مرجو دون الجنة مأمول، دون الدنيا معدود، دون المال محبوب، دون النفس قريب، دون القلب، من أعطاني كلاما أعطيته كلاما، (ومن أعطاني عملا أعطيته عملا)(1)، ومن سوف بالتوبة إلي سوفت بالعفو عنه، ومن أرجأ بالإقبال إلي أرجيت بالإقبال إليه، ومن وعدني وعدته، ومن أنجزني أنجزته، وكان الله على كل شيء رقيبا، إن من أجهل الناس من يطلب معروفي بمنكره، وكرمي بشحه، وإحساني بإساءته، ورضاي من طريق سخطي، وجنتي من طريق ناري {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون}[التوبة:65].
ومن حكمه أن قال لإخوانه في مجمع ذكر الله واجتماع في رباط أحدثه (رحمه الله تعالى)(2):
إخواني، أسقطوا عن رؤوسكم الدعاوي، وأخبتوا إلى الملك الباري. تواضعوا إذا رفعتم، وتضرعوا إذا وضعتم، فإن أجل الأحوال والكرامات الموهوبة والمقامات المطلوبة (عقل عالم) (3)، ولسان صائم، وذكر دايم، وقلب بحقوق (المحب)(4) قائم، ولما بينه وبين بارئه من الأسرار كاتم، فإذا سألتم فاسألوا الحكمة، وإذا طلبتم فاطلبوا العصمة، جاهدوا أنفسكم حق المجاهدة، فإنه من مات على مجاهدة نفسه لحق بأرواح الشهداء، نزهوا ربطكم ومجالسكم عن الطمع والجدال، وتنزهوا عن الشبه وإلا فالأسواق في طلب الأرزاق أولى من (التعرض)(5) لمقت الخلاق، فاقتدوا بالسلف أيها الخلف .
Page 277