135

La Lien des Frères

صلة الإخوان(بالحواشي الكامة)

Genres

فزار ضريحه في كل (حين)(5) وأما الفقيه الإمام محمد بن عبد الله بن أبي الغيث الرقيمي(1) رحمه الله تعالى(2) فكان عالما، مصنفا، مجتهدا، عابدا، زاهدا، ورعا، (متواضعا) (3)، متخشعا، متبتلا، أواها، منيبا، قطع عمره في (طاعة) (4) الله الخالصة، النهار صياما، والليل قياما، ما ترك صلاة الجماعة (خمسين سنة إماما) (5) شاهدته إذا خرج من بيته لصلاة الفجر يبكي كالثكلى، وله خوار، وكان إبراهيم الكينعي رحمه الله تعالى(6) بأقواله وأفعاله يقتدي وبآرائه وعلمه يهتدي، كما قدمت في أول الكتاب، قال الإمام المهدي لدين الله على بن محمد بن على من أحب (أن) (7) يرى ملكا يمشي على الأرض فلينظر إلى محمد بن عبد الله الرقيمي، وإلى حاتم بن منصور، وله (رحمه الله) (8) تصانيف جمة، منها: كتاب (تنبيه الراغبين الزاهدين) (بسيط) (9)، ومنها كتاب (التحفة في الأخبار النبوية)(10)، وله كتاب (الأدلة من الكتاب والسنة على مراد الله تعالى من خلقه)، وله (مواعظ شافية، وحكم بالغة)، موجوده مدونة ، نسخ بيده المباركة من ماله (خمسة وعشرين) (11) ختمة القرآن العظيم، وكتب أدعية وغيرها بيده المباركة، وكان لا يدخر مما فتح الله عليه إلا لثمانية أيام، وإذا فضل عليه شيء من نفقة الثمان اتخذ مأدبة من اللحم والطعام ودعا عليه نفرا من إخوانه، ومن طلبة العلم، شاهدت ذلك مرارا، وكان له (كيس واسع) (1) يشتري فيه من السوق (فتت) (2) الخبز والجزر وشيئا من الزبيب، ويطوف به على منازل الدرسة، وكان يحمل الحطب والكبا على ظهره إلى بيته وبيوت إخوانه تواضعا وتخشعا لله وتقربا بنفع المسلمين، رأيته إذا مشى كأنه راكع من خشية الله، وكان يدخل البيوت ويعظ النساء ويخبرهن بالواجب عليهن من الصلاة والزكاة وطاعة الأزواج، ويطوف على الأرامل والأيتام ويقضي مآربهن حتى صلح من الرجال والنساء والصبيان ببركته خلق كثير في زمانه، وكان إذا حضر في مجمع لم يكن منه فيه إلا وعظا شافيا، ودعاء، وتضرعا، وبكاء، وتخشعا، وترك الإقراء في آخر زمانه مشتغلا بالعبادة الخالصة، وقد فاز من العلم والتجارة الرابحة والسعايات الصالحة- إن شاء الله تعالى- وتوفي بصنعاء مشكورا سعيه، باقيا في الصالحين هديه، قبره مشهور مزور، تشد إليه الرحال، وتسعى إليه زمر النساء والرجال، قبلي صنعاء بالقرب (من مسجده) (3)، فروة بن مسيك صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم-رحمه الله تعالى- وأعاد من بركاته على العارف والسامع والمبلغ. آمين، (و)(4) خلف ختما وكتبا ووصية فيها ابن بنته الفقيه(العالم) (5) الفاضل محمد بن أحمد بن يحيى بن حبيب الصنعاني، وهو رجل فاضل عالم يضرب بورعه الأمثال، ويقتدى به في الأفعال والأقوال، محلق في فقه آل محمد - عليهم السلام- ذو عفاف، وورع، وقنوع، وخوف، وفزع، مراقب أواه، تارك لهواه- رضي الله عنه وأرضاه-.

Page 205