130

La Lien des Frères

صلة الإخوان(بالحواشي الكامة)

Genres

روى لي ولده هذا أن تاجرا من أهل صنعاء وكان صالحا تقيا جاءه ليودعه وهو يريد التجارة إلى مصر، فقال له حاتم رحمه الله تعالى(1): يا فلان، لو خيرت (بين أن أحوز) (2) هذا الذي شغلك أو أكون أعمى (و)(3) أصم لاخترت العمى والصمم، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم. جاءه يوما أمير صنعاء وملكها معتذرا في حد سارق وجده أخذ على أخ من إخوانه ثوبا في الليل، فسلم على الفقيه وأراد تقبيل يده، فانزوى عنه الفقيه وعن مس يده كأنها ثعبان، فقال:يا سيدنا، قد فعلنا بهذا السارق وصنعنا، فقال له الفقيه-أعاد الله من بركاته-يا عبد الله، هذا السارق يأخذ الناس بالليل، وأنت تأخذهم بالنهار، فبهت ذلك الأمير، وولى منكسر القلب مسود الوجه.

[إشارة]

أروي بالسند الصحيح عن -النبي صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: ((إذا لقيتم أهل المعاصي فالقوهم بوجوه مكفهرة))، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنه من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان))(4).

وقال تبارك وتعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}[المجادلة:22] ولا أخص من الولد والوالد والأخ ولست أنا في شيء من ذلك أستغفر الله.. أستغفر الله.. أستغفر الله.

في مناجاة موسى (ع) يقول الله تعالى: يا موسى، إن خزانتي مملوءة من الصلوات والقيام والعبادة، (و) (5) لكن هل آتيتني بمعاداة عدو لي، (و) (6) موالاة ولي لي، أو آتيتني بعبد آبق.

Page 196