Les relations entre les Arabes et les Perses et leurs cultures à l'époque préislamique et islamique
الصلات بين العرب والفرس وآدابهما في الجاهلية والإسلام
Genres
وكانت التجارة تتردد بين بلاد الفرس واليمن في خفارة قبائل لها جعل من ملوك الفرس.
قال صاحب الأغاني في الحرب التي كانت بين تميم والفرس وأحلافهم: «وأما ما وجد عن ابن الكلبي في كتاب حماد الراوية، فإن كسرى بعث إلى عامله باليمن بعيرا، وكان باذان على الجيش الذي بعثه كسرى على اليمن، وكانت العير تحمل نبعا فكانت تبذرق
7
من المدائن حتى تدفع إلى النعمان ويبذقها النعمان بخفراء من ربيعة ومضر حتى يدفعها إلى هوذة بن علي الحنفي فيبذرقها حتى يخرجها من أرض بني حنفية ثم تدفع إلى سعد (من تميم) وتجعل لهم جعالة فتسير فيها فيدفعونها إلى عمال باذان باليمن».
8
هذا إلى ما ضمنته كتب التاريخ والأدب من وفود رؤساء العرب في الحين بعد الحين على ملوك فارس ، واستعانة الفرس بهؤلاء الرؤساء فيما يهمهم من أمور العرب.
وفي الأغاني جملة من هذا في أخبار كسرى أنوشروان وكسرى برويز، وليرجع إلى أخبار هوذة بن علي الحنفي، وقيس بن مسعود، وإياس بن قبيصة الطائي وعبد الله بن جدعان الذي يقال إنه وفد على كسرى فأعجبه بعض الأطعمة فأخذ إلى مكة طباخا ليصنع له هذا الطعام، ولو جمعت هذه النتف المتفرقة لصورت لنا بعض التصوير علاقات الفرس والعرب في ذلك العصر.
الفصل الثاني
الصلات الأدبية بين الأمتين
تجاور الفرس والعرب وتخالطهم، وما وقع بينهم من أحداث المودة أو العداوة وغير الحرب والسلم، وتردد القوافل التجارية، بين جزيرة العرب وإيران، واستعانة الفرس برؤساء العرب، والتجاء هؤلاء الرؤساء إلى الفرس فيما يحزبهم من الخطوب - كل هذا، لا ريب، يصل لغتي الأمتين، ويقرب بين آدابهما، وعندنا أثارة من هذه الصلات في العصر الساساني ولا سيما أواخره، وإذا قسمنا العصر البعيد الذي لم يسجل التاريخ أخباره، بالعصر القريب من الإسلام ظننا أن الصلات بين الأمتين في الأمور الاجتماعية والأدبية أقدم عهدا مما عرفنا.
Page inconnue