الثغور، تراه من غير فكره في البجاقات يدور، يلتذ بالكفاح كما يلتذ غيره بالنكاح، يغوى الخصال القباح، ويترك الخصائل الملاح، كثير العيوب، وهو من الذوق مسلوب، وفيه أحسن من قال:
يَدَعُ الذُبابُ جَميع جِسمِك سالمًِا ... وتَراهُ لا يأوِي لِغيرِ جَرِيحةِ
كالنَذلِ يَعدِلُ عن جَميلِ صَديقِهِ ... وتَراهُ لا يأتِي لِغيرِ قَبيحةِ
رحم الله من تأمل هذه الخصال، وجعل بينه وبينها انفصال.
فصل
صاحب الذوق السليم من الملوك
قد سلك في المملكة أحسن سلوك، أقامه الله لمصالح العباد، بذلك أجاد وساد، وعاد إلى الخير وصار بذلك لأولد الملوك أستاذ، يعدل في الرعية ولا يجعل عسكره سوية، بل ينزل الناس منازلهم، ولا يقطع عوائدهم، يستن السنة الحسنة، ويعلم إن (عدل ساعة خير من عبادة ألف سنة)، كريم سيوس،
1 / 31