بالليل والناس نيام، ويعلمهم أمور الدين، ويصير لهم بذلك الأمان بتمين، الموعظة الحسنة للنسوة، ويخلصهم بذلك من البلوة يأمرهم بطاعة بعولتهن، وحفظ فروجهن من النيران ويوصيهن بإكرام الجيران، فهو فقيه مكمل، صوفي مجمل، قرا ودرع، باع نفسه للناس واشترى النفوس، بمواعظه من المكوس، يعمل الميعاد، يذكر يوم المعاد، يعرف ولا يعنف، يبشر ولا ينفر، رجل أمين، فذلك واعظ المسلمين.
وضد ذلك المسلوب الذوق من المتكلمين على الكراسي
لنفسه وأفعاله ناسي، رجل وجاه، ألجأه الإفلاس للكذب علىالناس، فجلس علىالكرسي، ونسي ما فعله بالأمس، جمع النسيوات، وحكى لهم حكايات، وأنشد لهم أبيات، ودخل بالزوكرة فيهم، وواخا أجمل ما فيهم، ويقول يا أخت أنت جميلة، ونفقتك قليلة، فلابد ما أنفعك بورقة، لتزداد لك الكسوة، والنفقة، وقد
1 / 50