شيمان :
وا عجبا! أذلك الذي أمقته أم ذلك الذي أطالبه بوتري؟
8
أقاتل لذريق أم قاتل أبي؟ أحدهما يجعل لي قرينا وأتلقاه مخضبا بأكرم دم علي. تثور نفسي من كلا الجانبين وما أخاف الموت كما أخاف عقبى هذه الخصومة.
يا انتقامي ويا حبي، إليكما عني، فقد قذفتما في روعي بلبالا لا تعادله لذة تستفاد منكما.
وأنت أيها المحرك القدير لما أشكو من تصاريف المقادير أختم هذا البراز، لا تعلو فيه كلمة ند على ند ولا يكون فيه غالب ولا مغلوب.
الفيرة :
لو استجيب دعاؤك لعدت أشد بؤسا، ولقيت من جراء هذا النزال عذابا جديدا. لخير لك من أن تظلي بعده مهضومة الحق مهتاجة بما يساورك من عوامل الحقد، مطالبة من غير هوادة بموت من تحبين، لخير لك يا سيدتي أن يعود لذريق وافر العزة بما أوتيه من البأس متوج الرأس فتنزلي كظيمة الغيظ على حكم النزال، ويكرهك الملك على إدراك ما تشتهين.
شيمان :
أجدك! إذا فاز فهل تظنين أنني أستسلم! لواجبي أسمى وخسارتي أعظم من أن يتقيدا بحكم السيف أو بأمر الملك. يقدر لذريق على قهر دن سنش بلا عناء، ولكنه لا يقدر على المساس بمجد شيمان، ولست أبالي وعد الملك له، فإن صدق عزيمتي في الذود عن شرفي يجد له ألف عدو.
Page inconnue