Martyrs de l'intolérance
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Genres
فصدعوا بالأمر، ولما انقشع الدخان ظن الفرسان أن جنود لارنودي قد أخلوا لهم الطريق، فقال أحدهم - وهو البارون دي برداليان من رجال الدوق: تبا للجبناء فقد هربوا.
فأجابه الدوق: كلا، لم يهربوا فقد أبصرت لارنودي في طليعتهم، ولارنودي لا يهرب دون أن يقاتل بسيفه.
وقبل أن يصل الفرسان إلى مقربة من الفندق اعترضتهم مركبة يجرها جنود لارنودي.
وكان المقيمون في الفندق يراقبون المعركة بقلق، وقد وقفت مرسلين إلى كوة تنظر منها إلى القتال، والفتى جاليو دي نرساك بقربها يتلظى شوقا إلى مساعدة لارنودي . أما صاحب الفندق فقد أوى إلى زاوية يبكي ويلعن رجال الحرب، وكذلك الأستاذ برنابا فقد توسل إلى تلميذه طالبا إليه أن يرافقه إلى الطبقة السفلى من الفندق ظنا منه أن رصاص المتقاتلين لا يصل إلى تلك الطبقة، وقعد هناك يطالع أشعارا من نظم سنيكا موضوعها احتقار الخطر.
وأمر الدوق دي جيز برداليان بأن يدور حول الفندق ويهاجم مؤخرة لارنودي، ولحق بالفرسان بعض حملة البنادق من جنود الملك فمروا بين الخيل، وبات هكذا لارنودي بهذه الحركة التي أتاها برداليان محاطا بالسيوف والبنادق.
وشاهد جاليو دي نرساك كل ذلك، فقال: لا شك أن هذا الشريف شجاع، وحرام أن يقتله الجنود دون أن يساعده أحد. فتشبثت مرسلين به تقول له: بحقك يا حبيبي جاليو لا تذهب.
قال: لا تحاولي أن تمنعيني، بل البثي ها هنا، ولا خطر عليك. إني عزمت على القتال.
وفيما كان جاليو نازلا سمع طلق البنادق، وقد خر رفاق لارنودي قتلى إلا أنه هو بقي واقفا مستلا سيفه منتظرا من يهجم عليه. فناداه جاليو، صبرا أيها الرجل الشجاع فإني آت لنصرتك!
ووثب وثبة صار بها إلى جانبه، واختطف سيفا من يد رجل بروتستانتي كان مع لارنودي، وصرخ في وجوه فرسان الدوق قائلا: ويحكم يا لئام ألا تخجلون وأنتم عشرون من مهاجمة شريف واحد؟
فاستضحك الفرسان إلا أنهم لم يأتوا بحركة، وكانت الطريق ضيقة، ومن يتقدم يخاطر بجواده ونفسه، وصاح الدوق: بادروا إلى قتل هؤلاء البروتستانتيين!
Page inconnue