Martyrs de l'intolérance
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Genres
على أن كاترين فاتها أمر واحد وهو أن هؤلاء الكبار المتعادين قد أدركوا مرامها؛ لأن الماريشال سن أندري والدوق دي مونمورانسي تلقوا في ذلك المساء رسالة من الدوقة دي فالانتينو (وكانت هذه المرأة ذات نفوذ على الأميرين)، وإليك نص الرسالة:
اذهب عند منتصف هذه الليلة إلى قصر اللوفر دون أن تدع أحدا يعرف من أنت. فهناك صديق مخلص ينتظر وصولك. فاصعد إلى الطبقة الثانية، واضرب الباب الوحيد الذي ترى تحته نورا، أما كلمة المرور فهي: فرنسا ولورين.
ديانا دي فالانتينو
فذهبا في الوقت المعين دون تردد، فكانا في منتصف الليل عند باب واحد، فعرف كل منهما الآخر. فقال الماريشال: ما جاء بك إلى هنا يا مسيو دي مونمورانسي؟ فأجابه: وأنت أي أمر ساقك إلى اللوفر؟ ثم نظر كل منهما إلى الباب، وقالا معا: هذا باب حجرة الدوق دي جيز.
وقال الاثنان معا: إنه عدوي الألد ، وعندئذ انفتح الباب، وظهر الدوق يحمل مصباحا، فقال لهما: ادخلا أيها السيدان، فإن مدام ديانا كتبت إليكما عن هذا الموعد بعد أن طلبت منها الكتابة إليكما. فبهت الرجلان، إلا أنهما دخلا حجرة الدوق، فقدم إليهما كرسيين وجلسوا إلى مكتب عليه ورقة كبيرة بقربها دواة وأقلام وأختام.
فقال مونمورانسي: ألا توضح لنا معنى هذه الدعوة؟
قال الدوق: ألا يدهشك قدومك إلي؟ - إني متعجب من أمرين: أحدهما اجتماعي بك؛ لأنك كنت على الدوام عدوي، والآخر أنني ألقاك في هذا القصر بدلا من أن تكون في قصر آل جيز. - لو كنا في قصر آل جيز لراقبتنا العيون، أما في هذا القصر فما من أحد يظن أن ثلاثة رجال مثلنا يدخلونه من غير حاشية، ولو كنا في غير هذا الوقت لما صلح قصر اللوفر لاجتماعنا، أما اليوم فهو خير ملجأ لنا لغياب كاترين.
قال مونمورانسي: وهل أتينا إلى هنا للقيام بمؤامرة؟
أجاب الدوق: كلا يا سيدي، ولكن للدفاع عن أنفسنا، وما فرق بيننا إلا مصالح زهيدة جدا، ولذلك أردت أن أصافحكما معترفا بخطئي، وإني أقدم ولاية (دمارتين) ضمانة على صدق كلامي وعربونا لصداقتي. ومد يده إلى مونمورانسي فصافحه من غير اهتمام، منتظرا إتمام المحادثة. فقال الدوق: لا بد من تناسي أحقادنا، ثم الاهتمام باتحادنا لمقاومة الخطر المحدق بنا ومصدره امرأة.
فقال الرجلان معا: كاترين؟ - نعم، كاترين التي تناولت مقاليد السلطة من غير حق، وعبثت بحقوقنا وبالقوانين الفرنساوية، وشريعة الإفرنج تمنع النساء من التملك، بل تمنعهن من الوصاية، ولئن لم تتخذ كاترين لقب «الوصية» لاعتراض مجلس الحكام، فقد قبضت على السلطة، وإرادتها أصبحت مطلقة، وأشركت فيها ملك النافار، وهو غبي مغفل، وأمين الأختام، وهو شيخ تولاه الخرف، والأميرال كوليني، وهو بروتستانتي المذهب، فذلك لا يمكن دوامه.
Page inconnue