90

Poètes du Christianisme

شعراء النصرانية

Maison d'édition

مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين، بيروت

Année de publication

1890 م

فقال له: والله قد أتيتك زائرا ولأهلي من خيرك مائرا فلا تكن ميرتهم قتلي. فقال: لا بد من ذلك فاسأل حاجة أقضيها لك. فقال: تؤجلني سنة أرجع فيها إلى أهلي وأحكم من أمرهم ما أريد ثم أصير إليك فانفذ في حكمك. فقال: ومن يكفل بك حتى تعود. فنظر في وجوه جلسائه فعرف منهم شريك بن عمرو فأنشد (من مجزوء الرمل) :

يا شريك يا ابن عمر ... ما من الموت محاله

يا شريك يا ابن عمر ... يا أخا من لا أخا له

يا أخا شيبان فك ... اليوم رهنا قد أناله

يا أخا كل مصاب ... وحيا من لا حيا له

إن شيبان قبيل ... أكرم الله رجاله

وأبوك الخير عمرو ... وشراحيل الحماله

رقياك اليوم في المجد ... وفي حسن المقاله

فوثب شريك وقال: أبيت اللعن يدي بيده ودمي بدمه. وقد زعموا أن كفيل حنظلة كان قراد بن الكبي. ثم أمر المنذر للطائي بخمس مائة ناقة. وقد دعل الأجل عاما أجدع كاملا من ذلك اليوم إلى مثله من القابل. فلما حال الحول وقد بقي من الأجل يوم واحد قال المنذر لشريك: ما أراك إلا هالكا غدا فداء لحنظلة. فقال شريك:

فإن يك صدر هذا اليوم ولى ... فإن غدا لناظره قريب

فذهب قوله مثلا. ولما أصبح وقف المنذر بين قبري نديميه وأمر بقتل شريك. فقال له وزراؤه: ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه. فتركه المنذر وكان يشتهي أن يقتله لينجي الطائي. فلما كادت الشمس تغيب قام شريك مجردا في إزار على النطع والسياف إلى جانبه. وكان المنذر أمر بقلته فلم يشعر إلا براكب قد ظهر فإذا هو حنظلة الطائي قد تكفن وتحنط وجاء بنادبته. فلما رآه المنذر: ما الذي جاء بك وقد أفلت

Page 90