الشرك في القديم والحديث

Abu Bakr Muhammad Zakariya d. Unknown
85

الشرك في القديم والحديث

الشرك في القديم والحديث

Maison d'édition

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

مالك، ولم يقل: إني قادر عالم، لعله كذا أقدر، بسبب كذا أعلم، وبهذا المعنى أملك، فلذلك لا يجوز القياس في التوحيد، ولا يعرف إلا بأسمائه ولا يوصف إلا بصفاته، ... ولم يقل الله: انظر كيف أنا العالم وكيف أنا القادر وكيف أنا الخالق، ولكن قال: انظر كيف خلقت، ثم قال: (والله خلقكم ثم يتوفكم)، وقال: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون). أي تعلم أن هذه الأشياء لها رب يقلبه ويبدئها ويعيدها وأنك مكون ولك من كونك، وإنما دل الله ﷿ خلقه بخلقه ليعرفوا: أن لهم ربًا يعبدوه ويطيعوه ويوحدوه، ليعلموا أنه مكونهم لا هم كانوا، ... يعرف الله بآياته وبخلقه ويوصف بصفاته ويسمى الله بأسماء كما وصف في كتابه وبما أدى إلى الخلق رسوله ... إلى أن قال: إن الله ﷿ خلقك وجعل فيك آلات وجوارح، عجز بعض جوارحك عن بعض، وهو ينقلك من حال إلى حال لتعرف أن لك ربًا وجعل فيك عليك حجة بمعرفته تتعرف بخلقه، ثم وصف نفسه فقال: أنا الرب وأنا الرحمن، وأنا الله وأنا القادر وأنا الملك، فهو يوصف بصفاته ويسمى بأسمائه ... فقد أمرنا الله أن نوحده، وليس التوحيد بالقياس؛ لأن القياس يكون في شيء له شبه ومثل، فالله تعالى وتقدس لا شبيه له ولا مثل له ... فقد أمرك الله ﷿ أن تكون تابعًا سامعًا مطيعًا ولو يوسع على الأمة التماس التوحيد وابتغاء الإيمان برأيه وقياسه وهواه إذًا لضلوا، ألم تسمع إلى قول الله

1 / 87