57

الشرك في القديم والحديث

الشرك في القديم والحديث

Maison d'édition

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Lieu d'édition

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

ومنه حديث: «هل لك نعمة تربها».
وأما الرب (المحلى بالألف واللام) فلا تدل إلا على الله ﷾ لأنها للعهد، ولأنها للعموم فهي بمعنى رب كل شيء وليس كذلك إلا رب العالمين. وإن حذفتا صار مشتركًا بين الله وبين عباده، فيقال: الله رب العباد، وزيد رب الدار، وعلى هذا انعقد إجماع أهل اللغة والمفسرين ولم يؤثر عن العرب أنهم استعملوا كلمة (الرب) لغير الله تعالى، قال ابن منظور: (الرب: هو الله ﷿، هو رب كل شيء: أي مالكه).
ومما تقدم يتبين لنا أن كلمة الرب لا تطلق إلا على الله تعالى، لأنه هو الخالق الرازق المحيي والمميت المالك للخلق كلهم، المدبر لأمرهم، قال شيخ الإسلام: (والرب هو الذي يربي عبده فيعطيه خلقه، ثم يهديه إلى جميع أحواله من العبادة وغيرها).
وقال المقريزي: (فالرب مصدر رب يرب ربًا فهو راب، فمعنى قوله: (رَبِّ الْعَالَمِينَ): راب العالمين، فإن الرب ﷾ هو الخالق

1 / 59