156

الشيعة والتشيع - فرق وتاريخ

الشيعة والتشيع - فرق وتاريخ

Maison d'édition

إدارة ترجمان السنة

Numéro d'édition

العاشرة

Année de publication

١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م

Lieu d'édition

لاهور - باكستان

Genres

الاعتقاد، وهذه وجهة كانوا يحملونها تجاه أصحاب النبي ﷺ والخلفاء الراشدين الثلاثة، وأكثر من ذلك لم يكونوا يعتقدون محاربة معاوية وأصحابه خروجًا عن الإسلام وطغيانًا وظلمًا وعدوانًا، ولأجل ذلك بايع معاوية أكبر أبناء علي سبط رسول الله - الإمام المعصوم حسب زعم الشيعة - ووافقه على ذلك أبناؤه الآخرون مع ما فيهم الحسين ومحمد بن الحنفية وعبد الله بن عباس وغيرهم كما سيأتي بيانه، وصاهروه وأسرته وعاونوه على أمور الخير والبر، وقبلوا منه الهدايا والصلات كما ذكرنا قريبًا، إلا من تأثر من السبئية أو دخل في ذلك الحزب الملعون على لسان عليّ ﵁ وأبنائه.
ثم ولم يكن الشيعة عامة آنذاك يشتمون أصحاب النبي ﷺ ولا الخلفاء الراشدين الثلاثة ولا يطعنون فيهم ولا ينقصونهم، فلقد ذكر ابن خلكان في ترجمة يحيى بن معمر: كان شيعيًّا من القائلين بتفضيل أهل البيت من غير تنقيص لغيرهم" (١) ".
ولقد أقر بذلك شيعي معاصر حيث قال:
"إني خلال مراجعتي تب التاريخ لم أر في الفترة التي تمتد من بعد وفاة النبي حتى نهاية خلافة الخلفاء من عمد إلى الشتم من أصحاب الإمام، وإنما هناك من قيّم الخلفاء وقيّم الإمام وحتى في أشد جمحات عاطفة الولاء لم نجد من يشتم أحدًا ممن تقدم الإمام بالخلافة ... يضاف لذلك أنه حتى في الفترة الثانية أي في عهود الأمويين كان معظم الشيعة يتورعون عن شتم أحد من الصحابة أو التابعين" (٢) "

(١) - وفيات الأعيان: ج٢ ص٢٦٩
(٢) - هوية التشيع لأحمد الوائلي: ص٤١.

1 / 161