252

(خبر) وقد قدمنا في خبر عمران بن حصين قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن لم تستطع فعلى جنب، يدل على أن المريض إذا لم يستطع القهود صلى مضطجعا على جنب كهيئته في اللحد، وعليه يدل تفسير ابن مسعود قول الله تعالى :{وعلى جنوبهم} وهو اختيار المؤيد بالله، وعند الهادي أن يصلي مستلقيا على قفاه كهيئة الميت عند تغسيله؛ لأنه لو قام كان مواجها للقبلة، وذلك لما روي عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مريض قد شبكته الريح فقال: يا رسول الله، كيف أصلي؟ فقال: ((إن استطعتم أن تجلسوه فاجلسوه وإلا فوجهوه إلى القبلة)) فإذا كان مستلقيا كان وجهه كله إلى القبلة.

فصل

وعن علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يصلي المريض قائما، فإن لم يستطع صلى جالسا، فإن لم يستطع صلى على جنبه مستقبل القبل، فإن لم يستطع صلى مستلقيا على قفاه ورجلاه إلى القبلة وأومى بطرفه)) دل ذلك على أن المريض يصلي على هذه الحال، وانه لا يجوز أن ينتقل عن الأعلا إلى الأدنى مع إمكان القدرة على الأعلى؛ لأنه أمر بأن يصلي كذلك والأمر يدل على الوجوب، ودل على أن الأولى اختيار المؤيد بالله إذا لم يقدر على القعود وهو أن يصلي على جنبه الأيمن مستقبل القبلة بوجهه فإن عجز عن ذلك صلى على اختيار الهادي مستلقيا على قفاه ورجلاه إلى القبلة، ودل على أنه إذا لم يقدر أن يومي برأسه أومأ بطرفه وهو اختيار الناصر للحق، والمؤيد بالله، والمنصور بالله.

(خبر) وعن ابن عمر أنه كان يقعي ويثري وكان يفعل ذلك حين كبر سنه، معناه أنه كان يضع يديه على الأرض بين السجدتين فلا يرفعهما من الأرض حتى يعود في السجدة الثانية، دل على جواز ذلك لمن صارت حاله كحالة ابن عمر.

Page 253