قال: وإنما جعلنا في هذا الباب هذه الأخبار برواية الثقات من رجال العامة لئلا يحتجوا فيه بحجة فقطعنا حججهم بروايات ثقاتهم هذا لفظه في (المنتخب) وذكر القاسم عليه السلام كلاما كثيرا في الأوقات نذكر منها ألفاظا تبركا بذكره، وتحقيقا لمذهبه، فمنها: قوله: إن دلوك الشمس هو الميل والزوال، وإن غسق الليل هو السواد والإظلام، وهو الطرف الآخر، والطرف الأول وهو الفجر.
قال: فجعل الله سبحانه طرف النهار الأول وقتا للفجر، وجعل الآخر كله يعني دلوك الشمس وقتا للظهر والعصر، وجعل الليل كله وقتا للمغرب والعشاء الآخرة من شاء أفرد ومن شاء جمعهما جميعا، ومنها قوله: فآخر كل وقت منهما كأوله وبعضه في أنه وقت ككله لا تفاوت بينه في رضى الله وطاعته، ولا في ضعف أحد ولا استطاعته، قال: وكذلك بلغنا أن بعض آل محمد كان يقول: ما آخر الوقت عندي إلا كأوله، قال: وما القول في آخر الأوقات، والله اعلم عندي في أداء الفريضة إلا مثل أوله.
فأما ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن كان صدق عليه في أن أول الوقت رضوان الله وآخره عفو الله، فليس ما يتوهم من جهل من أنه عفو عن ذنب عمل فكيف وكلهم يزعم أن جبريل ومحمدا صليا، إلى قوله عليه السلام: إنما تأويل العفو هو تخفيف الله ورحمته، وذلك فهو أيضا رضى الله عنه ومحبته، ومنها قوله عليه السلام: وكلهم إلا من جهل ففحش جهله وقل عند علمائهم علمه، يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع في الحضر وهو مقيم في غير سفر ولغير علة من مرض، أو خوف، أو مطر، بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، فكفى بهذه الأوقات من نور وضياء.
Page 145