274

La Physique du Livre de la Guérison

الطبيعيات من كتاب الشفاء

Genres

انطباقا مع انطباق النهايتين ، وكيف يكون بينهما مقايسة البتة بالفعل ، عسى أن يكون ذلك بالقوة ، أو عسى أن يكون ذلك التوهم بحيث أن المستدير لو أمكن استقامته لكان حينئذ يوجد فيه مثل وزيادة (1)، فيكون إذن اعتبار التفاوت والمساواة مرة بالفعل ومرة بالقوة المستندة (2) إلى (3) الوجود كالحال بين المثلث والمربع ، ومرة باعتبار بعيد وهو أن يكون الشيء بحيث لو كان يقبل التغير لصار إلى صفة الزيادة لا غير أو النقصان (4) لا غير أو المساواة لا غير.

وهذا اعتبار بعيد ، فالحركات المقايسة المكانية هى التي يكون ما يتحرك فيه متقايسا ، فإن كان المثل يقطع فى زمان مثل (5)، فالسرعة متساوية ، وإن كان الأطول يقطع فى زمان مثل أو المثل يقطع فى زمان أطول ، فالحركات غير متساوية ، بل متفاوتة بالزيادة والنقصان ، فإن لم يكن ما (6) يتحرك فيه متقايسا (7) بالفعل ولا بالقوة ، فالحركات غير متقايسة بالفعل ولا بالقوة ، وتكون (8) المستقيمة والمستديرة لا تقايس (9) بينهما بالتحقيق إلا المقايسة المذكورة البعيدة جدا.

وأما المقايسة المعتبرة (10) فى الحركات الكيفية فمنها (11) وجه قريب ، ومنها وجه بعيد ، فالوجه القريب هو أن يكون ما يتحرك فيه قابلا لقياس المشابهة الحقيقية ، مثل سواد وسواد وحرارة وحرارة. فإذا كان متحرك ما قد (12) ابتدأ من كيفية شبيهة لكيفية (13) أخرى ابتدأ (14) منها متحرك آخر ، ثم انتهى إلى شبيه ما انتهى إليه الآخر فى زمان واحد ، وكان كل موقف متوهم يتوافيان فيه متشابهين لو وقفا عليه فهو (15) مساو له فى السرعة ، وإن (16) كان لم ينته إليه بعد. ولو وقفا جميعا فى وسط الزمان ، كانت كيفيته أضعف ، وبقى زمان (17) فهو أبطأ منه ، فيكون (18) الآخر أسرع منه. فيجب أن يكون المتحرك فيه واحدا ، والمنتهى والمبدأ واحدا (19)، أى فى النوع (20). وأما الوجه البعيد ، فأن يكون الاعتبار بالضد ، حتى إن كان أحد المنتهى إليهما أو المبتدأ (21) منهما طرفا فى التضاد ، والآخر ذلك الطرف الآخر لنظيره. أو إن كان (22) دون الطرف وأقرب إلى الوسط ، كان الآخر من ذلك الجانب كذلك ، وعلى مثل ذلك القرب من الوسط. فيكون الاعتبار مثلا ، أن هذا وهو يبيض ، أسرع من هذا وهو يسود أو مساو (23) له ، حتى تكون نسبة ما منه ابتداء ، وما إليه

Page 278