La Physique du Livre de la Guérison

Avicenne d. 428 AH
144

La Physique du Livre de la Guérison

الطبيعيات من كتاب الشفاء

Genres

الهواء أن ينزل متسفلا عن خلاء يحصل فيه نزولا مندفعا (1) فى الماء ، فينبغى أن لا يحتاج الهواء إلى أن يفارقه ويتخلص عنه (2). فإن (3) كان الخلاء هو الذي يأباه ، فلم لا يأتى الهواء الآخر ، وإن كان الماء يأباه فلم (4) إذا أحكم (5) المص ثم ترك حتى يخرج من الهواء ما من شأنه أن يخرج ، وكب سريعا على الماء ، دخله الماء ، فإن كان الخلاء يأبى أن يشغله الهواء ويدفعه فلأن يأبى جذب الماء (6) أولى ، فلعل الخلاء يبغض الهواء بطبيعته (7)، ويجذب الماء (8) فلم يترك الماء المنفوش فى الهواء الشاغل لخلل (9) الهواء الخالية (10) ينزل ، وإن كان ثقله يغلب جذب (11) ذلك الخلاء ، فلم ثقل الماء المكب (12) عليه القارورة لا يغلب الخلاء ، بل ينجذب (13)، وإمساك الثقيل المشتمل عليه أصعب (14) من إشالة (15) الثقيل المباين (16). فإذا استبانت استحالة هذا القسم ، بقى أن السبب فيه (17) التجاء الهواء (18) إلى حجم أصغر للانضغاط ، فإذا زال انبسط (19) إلى حجمه ، ولأجل أن هناك سببا آخر يقتضى حجما أكبر وهو التسخن والتلطف ، بقسر تحريك النفخ إن (20) كان ممنوعا عن مقتضاه بالضغط الذي يكثفه (21) أشد من تلطيف هذا ، وقد زال العائق ، فاقتضى السخونة العارضة أن يصير الهواء أعظم حجما من الحجم الذي كان قبل النفخ ، ومن أجل أن تلك السخونة عرضية بهذا ، وتزول ، وينقبض الهواء إلى الحجم الذي اقتضته (22) طبيعته لو لم تكن تلك السخونة ، فيعود الماء فيدخل لاستحالة (23) وقوع (24) الخلاء. فلهذا ما تشاهد من أن المنفوخ بالقوة أو لا يتبقبق (25) منه هواء يخرج ، ثم يأخذ فى جذب الماء إلى نفسه ، كما لو سد فم القارورة بإصبع (26) وسخنت بنار حارة لا تكسرها ، ثم أكبت (27) على (28) لماء ، عرض أولا تبقبق ثم امتصاص منها للماء.

وأما الجواب عن الحجة التي بعد هذه (29)، فمناسب لهذا الجواب ، وذلك لأن المتحرك يدفع ما يليه من قدام من الهواء ، ويمتد ذلك إلى حيث (30) لا يطيع فيه الهواء المتقدم للدفع (31)، فيتلبد الموج (32) بين المندفع وغير المندفع (33)، ويضطر إلى قبول حجم أصغر ، وما خلفه يكون بالعكس ، فيكون بعضه ينجذب معه ، وبعضه يعصى فلا ينجذب (34) فيتخلخل

Page 147