La Voile de la Guérison

Ibn Khaldun d. 808 AH
100

الكلام في القصل بين المتناظرين اقلت : قد تقدم بيان أنواع المجاهدات ، وأن مجاهدة الكشف هي التي يشترط فيها اليخ المربي لغرابتها(1) ، وعظيم الخطر فيها ، وخروج أحوالها وثمراتها عن كسب السالك وقدرته واختياره ، ولنها طريق خاص مغاير لطريق الشرع العام . وأنت تعلم انا محدثة ، وأنها لم تكن على عهد السلف الأول ، فلم يعلم منهم بيان لكيفية سلوكها المن الخلوة والذكر ، ولا إلمام بثرتها من تجلي الأنوار وكشف الحجاب ، بل ريما يباين الكثير من كلماتها وأحكامها - في الظاهر - لمقتضى() الشرع ، لولا حسن التأويل من أاهلها ، إنما هي طريق عثرعليها أولياء الله وخاصته في انفرادهم ، وقطع العلائق عن اللويهم ، فيينوا كيفية سلوكها ، وأوضحوا معارجها ، حرصا على إيصال الخير والسعادة الان رقته الهمة إليها ، والتسوا مشروعيتها من الكتاب والسنة ، على مضايقة من أهل الفتيا وحملة الشريعة في ذلك ، كما قدمتاه.

اوأما مجاهدة التقوى فهي جادة الشريعة ، ومضمار النجاة ، كم أن مجاهدة الكشف .

جادة التصوف ، ومعراج المطلع الذي هو بزر السعادة العظمى والدرجات العلى اوأما مجاهدة الاستقامة فهي جادة القرآن والنبوءة . وكلا المجاهدتين واضحة المأخذ واليان من الشرع ، وناقلوها المنتصبون لتعليها كثير ال قول النافين : " إن مأخذ التصوف ومنشأه من الكتاب والسنة ، وإنها مسطورة اا يدينا ، وناقلوها المنتصبون(1) لتعليمها ، وإن شيوخ الطريقة من جملتهم" .

ان أرادوا به المجاهدتين اللتين هما جادتسان للشريعسة والقران ، وهي مجساهسدة القوى ، ومجاهدة الاستقامة ، فصحيح ، وليستا بمفتقرتين إلى الشيخ -كم قدمنا ذلك قبل - (1) في د: " لغربتها*.

(2) في د : " مقتضي" (3) في د : " وناقلوها والمنتصبون* .

Page inconnue