L'Univers et la corruption du Livre de la guérison

Avicenne d. 428 AH
104

L'Univers et la corruption du Livre de la guérison

الكون والفساد من كتاب الشفاء

Genres

وقول القائل إن السخونة تسخن إلى حد ما لا يقوى على أكثر من ذلك، وأن كان ممكنا فى الوجود وفى طباع المادة، قول لا يلتفت إليه. فإن ذلك إنما يكون إذا قيس إلى مقاوم. وأما إذا لم يكن مقاوم فهذا القول محال؛ لأنه إذا حدثت فيه سخونة لم تكن عائقة عن أن حدث عنه أخرى إلى أن يستوفى الحد الذى فى قوة المادة قبوله، إذا لم يكن مانع، وهو الحد الذى للنار مثلا، فلا يكون هناك تحدد دون النهاية البالغة.

وإذا قد بينا هذا فبالحرى أن نعود إلى مسألتنا فنقول:

قد بان أن بعض الأجسام البسيطة، إذا كانت فيه قوة تسخن وترطب بالطبع، وكان فى جسم آخر أيضا مثلها، لم يجز أن يكون أحد الجسمين حارا رطبا على حد، والآخر أقل فى أحدهما أو كليهما، أو أكثر؛ بل يجب أن لا يتشابها فى ذلك إلا لعائق فإن لم يتشابها، ولا عائق من خارج، فإنما يجوز أن لا يتشابها فى كيفية واحدة حين لا يكون هناك عائق من خارج إلا لعوق من الكيفية الثانية، فيكون العائق وجود الكيفية الثانية التى تفيض عن تلك القوة بعينها. فإنها تمنع المادة منعا ما، وتعاوقها عن الاستكمال، وتنقص الاستعداد النقص المنسوب إلى المعاقة، فتصير لها المادة غير قابلة إلا بشدة وعسر، وإن كانت الطبيعة فاعلة.

لكن لقائل أن يقول: إن العوق أيضا يجب أن يبلغ الغاية، [أولا يكون أصلا، فإن نسبة العوق إلى القوة والمادة نسبة التسخين إليهما، وكما أن التسخين يبلغ الغاية إذا لم يكن عوق، كذلك العوق يجب أن يبلغ الغاية]:

فنقول: نعم إذا لم يكن للعوق عائق. وإما القوة المسخنة فمعاوقة للعوق، فلا تبلغ الحد الأقصى.

وإذا كان كذلك انحل الشك المذكور.

Page 181