159

La poésie et les poètes

الشعر و الشعراء

Maison d'édition

دار الحديث

Lieu d'édition

القاهرة

فلا لعمر الّذى مسّحت كعبته ... وما أريق على الأنصاب من جسد [١] ما إن بدأت بشىء أنت تكرهه ... إذن فلا رفعت سوطى إلىّ يدى فلمّا سمع النعمان الشعر أقسم بالله إنّه لشعر النابغة، وسأل عنه، فأخبر أنّه مع الفزاريّين، وكلّماه فيه فأمّنه. ٢٥٥* قال الأصمعىّ: كان النابغة يضرب له قبّة من أدم بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها. ٢٥٦* وقال أبو عبيدة: يقول من فضّل النابغة على جميع الشعراء: هو أوضحهم كلاما، وأقلّهم سقطا وحشوا، وأجودهم مقاطع، وأحسنهم مطالع، ولشعره ديباجة، إن شئت قلت: ليس بشعر مولّف، من تأنّثه ولينه، وإشئت قلت: صخرة لو رديت بها الجبال لأزالتها [٢] . قال: وسمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: كان الأخطل يشبّه بالنابغة. قال: وكان يقوى فى شعره، فدخل يثرب فغنّى بشعره، ففطن فلم يعد للإقواء [٣] . ٢٥٧* وممّا سبق إليه النابغة فأخذ منه قوله فى المرأة: لو أنّها عرضت البيتين. أخذه بعض شعراء ضبّة، وأحسبه ربيعة بن مقروم فقال: لو أنها البيتين [٤] . وقال النابغة: فاستبق ودّك البيت. أخذه ابن ميّادة فقال ما إنّ ألحّ البيت [٥] .

[١] الجسد: الدم. [٢] يقال «رداه بالحجارة يرديه رديا» إذا رماه بها. [٣] انظر ما مضى ٤٢، ١٠٨ وما سيأتى (٨١ ل) . [٤] مضى هذا ١٦٠. [٥] وهذا أيضا ١٥٩.

1 / 166