La poésie et les poètes
الشعر و الشعراء
Maison d'édition
دار الحديث
Lieu d'édition
القاهرة
١٦٦* وكان امرؤ القيس مئناثا لا ذكر له، وغيورا شديد الغيرة، فإذا ولدت له بنت وأدها، فلمّا رأى ذلك نساؤه غيّبن أولادهنّ فى أحياء العرب، وبلغه ذلك فتتبّعهنّ حتّى قتلهنّ.
١٦٧* وكان امرؤ القيس جميلا وسيما، ومع جماله وحسنه مفرّكا [١] لا تريده النساء إذا جرّبنه. وقال لامرأة تزوجها: ما يكره النساء منّى؟ قالت:
يكرهن منك أنّك ثقيل الصدر، خفيف العجز، سريع الإراقة، بطىء الإفاقة.
وسأل أخرى عن مثل ذلك فقالت: يكرهن منك أنّك إذا عرقت فحت بريح كلب! فقال: أنت صدقتنى، إنّ أهلى أرضعونى بلبن كلبة. ولم تصبر عليه إلا امرأة من كندة يقال لها هند، وكان أكثر ولده منها.
١٦٨* وكان يعدّ من عشّاق العرب والزّناة. وكان يشبّب بنساء: منهنّ فاطمة بنت العبيد بن ثعلبة بن عامر العذرية، وهى التى يقول لها:
أفاطم مهّلا بعض هذا التّدلّل [٢]
ويقول لها [٣]:
لا وأبيك ابنة العامر ... ىّ لا يدّعى القوم أنى أفرّ
ومنهنّ أمّ الحارث الكلبيّة، وهى التى يقول فيها [٤]:
كدأبك من أمّ الحويرث قبلها ... وجارتها أمّ الرّباب بمأسل
ومنهنّ، عنيزة، وهى صاحبة يوم دارة جلجل [٥] .
[١] المفرك: الذى لا يحظى عند النساء ويبغضنه. ووصف امرىء القيس بهذا ثابت فى اللسان أيضا ١٢: ٣٦٢. [٢] من المعلقة. [٣] من قصيدة فى الديوان ٧٧- ٨٣. [٤] من المعلقة. و«مأسل»: اسم ماء بعينه. [٥] أشار إليه فى المعلقة أيضا.
1 / 122